نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 271
تقدم عليه أو تأخر . أما التي أقر بصحتها وأنكر كونها من الخصائص ، فقد ذكرنا ثلاثة أحاديث منها ، وبينا كونها من الخصائص . وأما التي كذبها وحكم بوضعها ، فنذكر طرفا منها مع بعض الكلام عليها : حديث علي مع الحق ، كذب قال العلامة : " وقد رووا جميعا : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : علي مع الحق والحق معه يدور معه حيث دار ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " . فقال ابن تيمية : " قوله : إنهم رووا جميعا . . . من أعظم الكلام كذبا وجهلا ، فإن هذا الحديث لم يروه أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لا بإسناد صحيح ولا ضعيف ، فكيف يقال : إنهم جميعا رووا هذا الحديث ؟ وهل يكون أكذب ممن يروي عن الصحابة والعلماء أنهم رووا حديثا ، والحديث لا يعرف عن واحد منهم أصلا ؟ بل هذا من أظهر الكذب . ولو قيل : رواه بعضهم وكان يمكن صحته لكان ممكنا ، فكيف وهو كذب قطعا على النبي صلى الله عليه وسلم ؟ " [1] . فانظر كيف يؤكد على كذب هذا الحديث ، وقد كرر كلمة الكذب أربع مرات ، ونفى أن يكون مرويا عن أحد من الصحابة ولو بإسناد ضعيف ، وبالتالي ادعى القطع على أنه كذب . وما ذلك كله إلا لعدم المجال للمناقشة في مدلول هذا الحديث ، بتأويل ولو بعيد كل البعد عن ظاهر اللفظ ، فإذا أثبتنا كونه مرويا عن النبي صلى الله عليه