نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 244
عليه وآله وسلم بعث خالد بن الوليد إليهم أولا ، ولبث فيهم خالد ستة أشهر يدعوهم إلى الإسلام فلم يجبه أحد ، ثم بعث الإمام عليه السلام فأسلم على يده همدان في أول يوم ، وهذا أصدق شاهد على أن كلام الفاضل أشد تأثيرا من كلام المفضول ، وإن كانت إقامته أطول ودعوته أكثر . . . من هنا يظهر بطلان قياس تعليم الإمام عليه السلام بتعليم غيره ، فضلا عن تعليم معاذ على تعليمه ، ولنعم ما قال عليه السلام : " لا يقاس بآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم من هذه الأمة أحد ، ولا يسوى بهم من جرت نعمته عليهم أبدا " . وأما ما ادعاه ابن تيمية في قوله : " وشريح وغيرهم من أكابر التابعين إنما تفقهوا على معاذ بن جبل " فكذب شنيع ، لا يمكن لأحد من أولياء ابن تيمية تصحيحه على أصول السنية ، فضلا عن طريق الإمامية ، فإن تعلم شريح من معاذ لم يذكره إلا علي بن المديني غير جازم به ، بل حكاه عن قائل مجهول ، ففي ( الإصابة ) بترجمة شريح : " وقال ابن المديني : ولي قضاء الكوفة ثلاثا وخمسين سنة ، ونزل البصرة سبع سنين ، ويقال : إنه تعلم من معاذ ، إذ كان باليمن " [1] ، ومن الواضح أن هكذا أمر لا يثبت بمجرد قول من مجهول . بل إن التتبع لكتب الرجال والتراجم يفيد بعض القرائن على النفي ، منها ، عدم ذكر معاذ فيمن روى عنه شريح ، ولو كان متفقها عليه لذكر اسمه فيمن روى عنه قبل غيرهم قطعا ، ولا أقل من ذكره فيما بينهم . وإليك نص ترجمة ابن حبان لشريح : " شريح بن الحارث القاضي الكندي ، حليف لهم . . . كنيته أبو أمية ، وقد قيل : أبو عبد الرحمن ، كان قائفا ، وكان شاعرا ، وكان قاضيا ، يروي عن عمر بن الخطاب ، روى عنه الشعبي ، مات سنة ثمان وسبعين أو سبع وثمانين ، وهو ابن مائة