نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 238
مثجة كثير العلم . قال : فقرأ سورة البقرة ففسرها آية آية " [1] . وقال ابن حجر : " وأخرج الزبير بسند له أن ابن عباس كان يعشي الناس في رمضان ، وهو أمير البصرة ، فما ينقضي الشهر حتى يفقههم " [2] . فظهر أن الإمام عليه السلام قد انتشر علمه في جميع البلدان الإسلامية ، من مكة والمدينة والشام والبصرة وغيرها ، إلا أن ذلك لا يلزم أن يكون كل من أخذ منه أو بلغه علمه عليه السلام من التابعين له والقائلين بإمامته ، كما هو واضح . الكوفة وأما قول ابن تيمية : " وإنما كان غالب علمه بالكوفة " ففيه : أن علم الإمام عليه السلام - وهو بعينه علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم - كان في الكثرة والغزارة بحيث لو أخذ منه أهل العالم كلهم أجمعون لوسعهم من غير أن تنفذ علومه ، وأنى كان للكوفة وأهلها أن يسعوا غالب علمه عليه السلام وهو القائل على منبر الكوفة : " سلوني قبل أن تفقدوني ، فإنما بين الجوانح مني علم جم ، هذا سفط العلم ، هذا لعاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، هذا ما زقني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زقا من غير وحي أوحى الله إلي ، فوالله لو ثنيت لي وسادة فجلست عليها لأفتيت لأهل التوراة بتوراتهم ، ولأهل الإنجيل بإنجيلهم ، حتى ينطق الله التوراة والإنجيل ، فيقول : صدق علي ، أفتاكم بما أنزل في ، وأنتم تتلون الكتاب ، أفلا تعقلون " . وكان يقول عليه السلام مشيرا إلى صدره الشريف : " كم من علوم ههنا لو وجدت لها حاملا " .