نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 197
أعظم من الأموال . ولهذا كانت خلافة عثمان هادية مهدية ساكنة . . . قالوا : وإن كان علي تزوج بفاطمة رضي الله عنهما ، فعثمان قد زوجه النبي صلى الله عليه وسلم اثنين من بناته ، وقال : لو كان عندنا ثالثة لزوجناها عثمان ، وسمي ذو النورين بذلك ، إذ لم يعرف أحد جمع بين بنتي نبي غيره . وقد صاهر النبي من بني أمية من هو دون عثمان : أبو العاص بن الربيع ، فزوجه زينب أكبر بناته ، وشكر مصاهرته محتجا به على علي لما أراد أن يتزوج بنت أبي جهل . . . وهكذا مصاهرة عثمان له ، لم يزل فيها حميدا ، لم يقع منه ما يعتب عليه فيها حتى قال : لو كان عندنا ثالثة لزوجناها عثمان ، وهذا يدل على أن مصاهرته للنبي أكمل من مصاهرة علي له . وفاطمة كانت أصغر بناته ، وعاشت بعده ، وأصيبت به ، فصار لها من الفضل ما ليس لغيرها . ومعلوم أن كبيرة البنات في العادة تزوج قبل الصغيرة . . قالوا : وشيعة عثمان المختصون به كانوا أفضل من شيعة علي المختصين به وأكثر خيرا وأقل شرا . . . فالشر والفساد الذي في شيعة علي أضعاف أضعاف الشر والفساد الذي في شيعة عثمان ، والخير والصلاح الذي في شيعة عثمان أضعاف أضعاف الخير الذي في شيعة علي . وبنو أمية كانوا شيعة عثمان ، فكان الإسلام وشرائعه في زمنهم أظهر وأوسع مما كان بعدهم . . . " [1] . بل يحاول ابن تيمية أن ينسب القول بأفضلية عثمان على علي عليه السلام إلى شيعة علي القدماء ، لكن لا يجرأ على التصريح بذلك ، وهذه عبارته : " واتهم طائفة من الشيعة الأولى بتفضيل علي على أبي بكر وعمر ، بل كانت عامة الشيعة الأولى الذين يحبون عليا يفضلون عليه أبا بكر وعمر ! ولكن كان فيهم طائفة