نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 18
من المحرم ، وقتل الخليفة المستعصم بالله . وسبب ذلك : إن وزير الخليفة مؤيد الدين ابن العلقمي كان رافضيا ، وكان أهل الكرخ أيضا روافض ، فجرت فتنة بين السنية والشيعة ببغداد على جاري عادتهم ، فأمر أبو بكر ابن الخليفة وركن الدين الدوادار العسكر فنهبوا الكرخ وهتكوا النساء وركبوا منهن الفواحش ، فعظم ذلك على الوزير ابن العلقمي ، وكاتب التتر وأطمعهم في ملك بغداد ، وكان عسكر بغداد يبلغ مائة ألف فارس ، فقطعهم المستعصم ليحمل إلى التتر متحصل اقطاعاتهم ، وصار عسكر بغداد دون عشرين ألف فارس ، وأرسل ابن العلقمي إلى التتر أخاه يستدعيهم ، فساروا قاصدين بغداد في جحفل عظيم ، وخرج عسكر الخليفة لقتالهم ومقدمهم ركن الدين الدوادار ، والتقوا على مرحلتين من بغداد ، واقتتلوا قتالا شديدا ، فانهزم عسكر الخليفة ، ودخل بعضهم بغداد ، وسار بعضهم إلى جهة الشام ، ونزل هولاكو على بغداد من الجانب الشرقي ، ونزل باجو - وهو مقدم كبير - في الجانب الغربي ، على قرية قبالة دار الخلافة . وخرج مؤيد الدين الوزير ابن العلقمي إلى هولاكو فتوثق منه لنفسه ، وعاد إلى الخليفة المستعصم وقال : إن هولاكو يبقيك في الخلافة كما فعل بسلطان الروم ، ويريد أن يزوج ابنته من ابنك أبي بكر ، وحسن له الخروج إلى هولاكو ، فخرج إليه المستعصم في جمع من أكابر أصحابه ، فأنزل في خيمته ، ثم استدعى الوزير الفقهاء والأماثل ، فاجتمع هناك جميع سادات بغداد والمدرسون ، وكان منهم محيي الدين ابن الجوزي وأولاده ، وكذلك بقي يخرج إلى التتر طائفة بعد طائفة . فلما تكاملوا قتلهم التتر عن آخرهم ، ثم مدوا الجسر وعدي باجو ومن معه ، وبذلوا السيف في بغداد ، وهجموا دار الخلافة وقتلوا كل من كان فيها من الأشراف ، ولم يسلم إلا من كان صغيرا فأخذ أسيرا ، ودام القتل والنهب في بغداد نحو أربعين يوما ، ثم نودي بالأمان .
18
نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 18