نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 179
من أئمة المذاهب ردودا على ابن تيمية ، حتى أن بعض من كان من أصحابه انحرف عنه وباعده لأجل ذلك ورد عليه ، وستعرف طرفا من ذلك في آخر هذه ( الدراسات ) . وأما البناء على القبور ، فالشواهد العملية من المسلمين على جوازه كثيرة جدا ، مما يدل على قيام السيرة القطعية منهم الكاشفة عن رضا الشارع ، ومن ذلك ما جاء في كلام الحافظ الذهبي بترجمة العباس عم النبي : " ودفن بالبقيع وعلى قبره اليوم قبة عظيمة من بناء خلفاء آل العباس " [1] . وأما التوسل والاستغاثة والاستشفاع . . . فقد ألفوا في جواز ذلك كتبا كثيرة ، ويكفينا هنا قول الذهبي - وكأنه يقصد التعريض بابن تيمية - : " فوالله ما يحصل الانزعاج لمسلم والصياح وتقبيل الجدران وكثرة البكاء ، إلا وهو محب لله ولرسوله ، فحبه المعيار والفارق بين أهل الجنة والنار ، فزيارة قبره " ص " من أفضل القرب . . . فشد الرحال إلى نبينا مستلزم لشد الرحل إلى مسجده ، وذلك مشروع بلا نزاع ، إذ لا وصول إلى حجرته إلا بعد الدخول إلى مسجده ، فليبدأ بتحية المسجد ، ثم بتحية صاحب المسجد ، رزقنا الله وإياكم آمين " [2] . وقوله بترجمة معروف الكرخي : " وعن إبراهيم الحربي قال : قبر معروف الترياق المجرب . يريد إجابة دعاء المضطر عنده ، لأن البقاع المباركة يستجاب عندها الدعاء . . . " [3] .