responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني    جلد : 1  صفحه : 150


ويقول الغزالي في ( إلجام العوام ) : " . . إذا قرع سمعه النزول في قوله صلى الله عليه وسلم ( ينزل الله تعالى في كل ليلة إلى السماء الدنيا ) فالواجب عليه أن يعلم أن النزول اسم مشترك ، قد يطلق إطلاقا يفتقر إلى ثلاثة أجسام ، جسم عال هو مكان لساكنه ، وجسم سافل ، وجسم متنقل من السافل إلى العالي ومن العالي إلى السافل . فإن كان من أسفل إلى علو سمي صعودا ، وإن كان من علو إلى أسفل سمي نزولا وهبوطا . . . وقد يطلق على معنى آخر ولا يفتقر إلى تقدير انتقال وحركة في جسم كما قال تعالى ( وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج ) . . وما رؤي البعير والبقر نازلا من السماء بالانتقال ، بلى مخلوقة في الأرحام ، ولإنزالها معنى لا محالة . كما قال الشافعي رضي الله عنه : " دخلت مصر فلم يفهموا كلامي فنزلت ثم نزلت " فلم يرد انتقال جسده إلى أسفل ، فتحقق للمؤمن أن النزول في حق الله تعالى ليس بالمعنى الأول ، وهو بانتقال شخص وجسد من علو إلى أسفل . . فإن الشخص والجسم أجسام والرب جل جلاله ليس بجسم ، فإن خطر له أنه إن لم يرد هذا فما الذي أراده ، فيقال له : أنت إذا عجزت عن فهم نزول البعير فأنت عن فهم نزول الله تعالى أعجز " فليس هذا بعشك فأدرجي " واشتغل بعبادتك أو حرفتك واسكت ، واعلم أنه أريد به معنى من المعاني التي يجوز أن تراد بالنزول في لغة العرب ، ويليق ذلك المعنى بجلال الله تعالى وعظمته ، وإن كنت لا تعلم حقيقته وكيفيته " .
ويقول الشيخ الزرقاني : " . . فكيف تأخذون بظاهر هذا الخبر ، مع أن الليل مختلف في البلاد باختلاف المشارق والمغارب ، وإذا كان ينزل لأهل كل أفق نزولا حقيقيا في ثلث ليلهم الأخير ، فمتى يستوي على عرشه حقيقة كما تقولون . . ومتى يكون في السماء حقيقة كما تقولون ، مع أن الأرض لا تخلو من الليل في وقت من الأوقات ولا ساعة من الساعات ، كما هو ثابت مسطور لا يماري فيه إلا جهول

150

نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست