نام کتاب : دراسات في منهاج السنة لمعرفة ابن تيمية ، مدخل لشرح منهاج الكرامة نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 101
دعائهم إليه . فحينئذ ينكشف للناس حقيقة هذا الكلام ، ويظهر الضوء من الظلام ، ومن المعلوم أن قائل هذا لا يجترئ أن يقوله في ملأ من المؤمنين ، وإنما يقوله بين إخوانه من المنافقين . . الذين إذا اجتمعوا يتناجون وإذا افترقوا يتهاجون . . وهم وإن زعموا أنهم أهل المعرفة المحققين ، فقد شابهوا من سبق من إخوانهم المنافقين . . . " [1] . ويقول : " . . والبارئ سبحانه فوق العالم فوقية حقيقية ليست فوقية الرتبة ، كما أن التقدم على الشئ قد يقال إنه بمجرد الرتبة - كما يكون بالمكان - مثل تقدم العالم على الجاهل وتقدم الإمام على المأموم . . . فتقدم الله على العالم ليس بمجرد ذلك . بل هو قبلية حقيقية . . وكذلك العلو على العالم . وقد يقال : إنه يكون بمجرد الرتبة كما يقال العالم فوق الجاهل ، وعلو الله على العالم ليس بمجرد ذلك ، بل هو عال عليه علوا حقيقيا ، العلو المعروف والتقدم المعروف " . يقول الإمام الكوثري في تعليقه على هذا النص : " . . فهل يشك عاقل أن ابن تيمية يريد بذلك الفوقية الحسية والعلو الحسي - تعالى الله عما يؤفكون - واستعمال العلو ومشتقاته في اللغة العربية بمعنى علو الشأن في غاية الشهرة رغم تقول المجسمة " [2] . ومن العجب أن ابن تيمية يقر أن من معاني العلو : العلو بمعنى علو الشأن ،