نام کتاب : دراسات في العقيدة الإسلامية نویسنده : محمد جعفر شمس الدين جلد : 1 صفحه : 210
لهم عليها . فما بالنا نرى هذه الآلام تصيب الحيوانات والأطفال ، ممن لا يتعقل فيهم التكليف ، فلا يتصور بالتالي ، صدور عصيان منهم . الرأي الثالث وهو لأهل الحديث . وحاصل هذا الرأي ، ان هذه الشرور ، وإن كانت صادرة عن الله سبحانه ، إلا أنها كلها تتصف بالحسن ، باعتبار صدورها عنه تعالى ، بعكس ما إذا صدرت عن الإنسان ، فإنها تكون قبيحة ، إذ أن الحسن - عند هؤلاء - ما حسنه الشارع ، والقبيح ما قبحه . . . ؟ ! مناقشة وهذا الرأي ، يقوم على أساس إنكار إدراك العقل للحسن والقبح الذاتيين في الأشياء . وهو ما ذهب إليه الأشاعرة . ولكن الصحيح ، أن هناك أمورا يدرك العقل حسنها الذاتي ، أو قبحها كذلك . فالعقل مثلا ، يدرك أن الظلم قبيح بذاته مع قطع النظر عن تقبيح الشارع له . وكذا يدرك أن العدل حسن حتى ولو لم يأمر به الشارع بل بقطع النظر عن منطق الدين كلية . ولذا نرى غير المتدينين بدين أصلا يحكمون بقبح الظلم وحسن العدل . وما ذلك في الحقيقة ، إلا كون الحسن والقبح العقليين
210
نام کتاب : دراسات في العقيدة الإسلامية نویسنده : محمد جعفر شمس الدين جلد : 1 صفحه : 210