نام کتاب : دراسات في العقيدة الإسلامية نویسنده : محمد جعفر شمس الدين جلد : 1 صفحه : 204
ولا إشكال في أن العقل يحكم مستقلا ، بكون الظلم - الذي هو ضد العدل - قبيحا . وإذن ، يستحيل على الله سبحانه أن يختاره . لأنه إن فعله . . . فإما لجهله بقبحه ، وهو مناف لفرض كونه العالم المطلق . وإما لحاجته إلى فعله ، وهو مناف لكونه الغني المطلق . ويمكن أن نمثل بالإنسان ، لأن طرق الأدلة لا تختلف شاهدا وغائبا . فالإنسان ، يرى ضرورة أنه إذا كان عالما بقبح القبيح ، مستغنيا عنه ، عالما باستغنائه عنه ، فإنه لا يختار القبيح البتة . وإنما لا يختاره لعلمه بقبحه ، وبغناه عنه . . . يبين ما ذكرناه ويوضحه أن أحدنا لو خير بين الصدق والكذب ، وكان النفع في أحدهما كالنفع في الآخر ، وقيل له : إن كذبت أعطيناك درهما ، وهو عالم بقبح الكذب ، مستغن عنه ، عالم باستغنائه عنه ، فإنه قط لا يختار الكذب على الصدق . . . وإذا كان هذا في حق الإنسان المحدود ثابتا ، فهو في حق خالق الإنسان المطلق أولى بالثبوت . . . الدليل الثاني إن القدرة ، من أهم الصفات التي يتصف بها واجب الوجود . . .
204
نام کتاب : دراسات في العقيدة الإسلامية نویسنده : محمد جعفر شمس الدين جلد : 1 صفحه : 204