نام کتاب : دراسات في العقيدة الإسلامية نویسنده : محمد جعفر شمس الدين جلد : 1 صفحه : 201
والعدل ، عندهم ، هو موافقة الفعل الإلهي لعلمه سبحانه وقدرته ومشيئته . ولذلك لا يمكن أن يعتبر العدل - من وجهة نظر هؤلاء - أبرز الصفات الإلهية لأنه تابع للقدرة والمشيئة الإلهيتين ، وإعمال لهما . ثمرة هذا القول ويترتب على نظرة الأشاعرة هذه إلى العدل ، أنهم يفلسفون العدل الإلهي على أنه صفة من صفات الفعل الإلهي الصادر عن الوجود المطلق ، والذات الإلهية المطلقة . والمقتصر على ذلك الوجود وتلك الذات ، من دون نظر إلى تعلقه بإنسان بخصوصه . وبهذا ، يكون موقف الأشاعرة من العدل موقفا حتمه منحاهم النقلي الجامد ، البعيد عن الاستنباطات العقلية . ب - العدل عند غير الأشاعرة : وأما غير الأشاعرة من متكلمي الإسلام ، فنراهم يصححون توصيف الفعل بالعدل ، كما يصح عندهم توصيف الفاعل به . وإذا وصف الفاعل به فعلى طريق المبالغة كقولهم للصائم صوم ، وللراضي رضا ، وللمنور نور ، إلى غير ذلك . ونحن إذا وصفنا القديم تعالى بأنه عدل ، فالمراد أنه لا يفعل القبيح ولا يختاره [1] . واما العدل ، كوصف للفعل الإنساني فهو توفير حق الغير واستيفاء الحق منه [2] .
[1] شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار / 301 . [2] شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار / 301 .
201
نام کتاب : دراسات في العقيدة الإسلامية نویسنده : محمد جعفر شمس الدين جلد : 1 صفحه : 201