أو يمكن إباحة وضع بعض البدع في الإسلام أو حذف بعض الأحكام منه إذا أوجب ذلك حفظ الإسلام والمسلمين ! ! ! بل ربما يصبح الابتداع واجباً ، والزنا والسرقة مما يقرب إلى الله ، ما دام أن الغاية تنظف الوسيلة ! ! ! ومجرّد إنكاره ذلك في السؤال الموجه إليه أخيراً لا ينفع ! إذ إن ما بنى كلامه عليه لا بد أن ينتهي إلى مثل هذه النتائج شاء أم أبى ؛ فإن المهم هو القاعدة التي يؤسسها ، وعليها يكون المدار وليس المهم هو إطلاق الشعار ، إلا إذ أردنا أن نعتبر كلامه الأخير يمثل تراجعاً عن قاعدته التي أسسها ولكن ذلك لم يظهر لنا بعد . 8 - إن هذا البعض قد أنكر في كتاب الندوة - حسب النص الذي ذكرناه آنفاً - أن يكون مبدأ الغاية تبرر الوسيلة مقبولاً عنده . . خصوصاً في الغايات الشخصية التي تبرر هدم كرامة هذا ، وهتك حرمة ذاك ، مع أننا نلاحظ : أولاً : إن عبارته الأولى التي أوردها في كتاب : من وحي القرآن ، ونقلناها عنه : " إن الغاية الكبرى تبرر الوسيلة المحرّمة . بمعنى أنها تجمّدها وتنظفها " . فاستعمل كلمة " تبرر " . وثانياً : إن الأمثلة التي ساقها في كتابه : ( من وحي القرآن ) وقد نقلناها عنه آنفاً قد كان من بينها ما يرتبط بالحالات الشخصية . كمثال غيبة الفاسق . وجواز تكلم المظلوم بالسوء عن ظالمه . . وكما في مورد النصيحة للمؤمن في تجارة ، أو في زواج أو ما إلى ذلك . وذلك يتضمن هدم كرامة هذا ، وهتك حرمة ذاك . وليست هذه الأمثلة مما يتصل بقضايا مصيرية كبرى . . حتى لو كان في حجم الحريق الذي ينشب في بناية ( كبيرة ) ، ونريد إنقاذ حياة الناس بإتلاف بعض الأثاث . تذكير . . قد ذكرنا في هذا الكتاب قول هذا البعض : إن قاعدة التزاحم هي نفس قاعدة المصالح المرسلة عند أهل السنة ، وقد قلنا هناك : إنه كلام غير دقيق . . فراجع . .