responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 434


إلى أن قال :
" فالنبي ( ص ) يمثل الكمال كله . وعلى هذا ، فإن إحساس البشر بالجوع لا يعني نقصا فيه ، وليس هناك فرق بين الجوع إلى الطعام ، وبين الجوع إلى الحنان . فنحن نعيش الجوع إلى الحنان كما نعيش الجوع إلى الطعام . فهل هناك نقص في النبي ( ص ) عندما يحس بالجوع ، إن كان جوعا للحنان ، أو للطعام ؟ ‌ . . الخ " [1] .
ونقول :
إنه ليس في كلام النبي ( ص ) ، ما يشير إلى وجود هذا الجوع إلى الحنان في داخل نفسه كما ينسبه إليه هذا البعض . وإذا صح قياس الجوع إلى الحنان على الجوع للطعام ، صح أيضا قياسه على الجوع الجنسي أيضا . فهل يصح أن يقال : إن عزوبة النبي التي استمرت سنوات ، قد أوجدت عنده جوعا جنسيا يحتاج إلى تعويض ؟ ! ثم يفسّر تعدد زوجاته ( ص ) على هذا الأساس ؟ ! وهل إن النبي ( ص ) قد بقي جائعا إلى الحنان ما يقرب من خمسين سنة ، حتى أصبح جوعا ( مزمنا ) يكتوي ( ص ) بناره ، وفراغا مستمرا ، لا يجد ما يدفع غائلته ، أو يدفع عنه ؟
إننا نقول :
إنه لا يصح قياس الجوع إلى الحنان على الجوع إلى الطعام . فلو افترضنا أن النبي ( ص ) قد احتاج في طفولته إلى العطف ، فذلك لا يعني أن تستمر حاجته إليه إلى ما بعد خمسين سنة ، ولا أن يكون لديه فراغ عاطفي يحتاج إلى ملء وتعويض ، وذلك لأن بعض الأمور تفقد مبرراتها ومواقعها ومقتضياتها ، ولا يبقى لها مجال ، فتزول وتتلاشى . فمن حرم في طفولته من الرضاعة فإنه لا يعوض عنها برضاعه بعد خمسين سنة بحيث يحتاج إلى أم يلتقم ثديها ، ويرتضع من لبنها .
ولا ندري لماذا يقيس هذا البعض الحاجة إلى الحنان في الطفولة على الحاجة للأكل والشرب ، ولا يقيسها على الحاجة إلى الرضاعة ، فإنها بها أنسب وإليها أقرب . فإن الكلام هو عن حاجات الطفولة ، وليس الكلام عن وسائل بقاء الحياة واستمرارها . وهل إذا كان الطفل يحتاج في حال طفولته إلى ثوب يلبسه ولم يحصل له ذلك ، فهل يبقى بعد خمسين سنة بحاجة إلى لبس نفس



[1] نشرة بينات عدد 35 بتاريخ 30 - 5 - 1997 .

434

نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 434
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست