responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 432


< فهرس الموضوعات > 497 - الخطأ غير المقصود للنبي ( ص ) .
< / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > وقفة قصيرة < / فهرس الموضوعات > 497 - الخطأ غير المقصود للنبي ( ص ) .
ويتحدث ذلك البعض عن الخطأ غير المقصود لنبينا محمد ( ص ) ، فيورد احتمالا يقول :
" ( عفا الله عنك ) [1] وهذا أسلوب في العتاب لا يعنف في المواجهة ، بل يرق ليخفف من وقع الخطأ ، انطلاقا من عدم الاطلاع على مواقفهم الحقيقية ، مما يؤدي إلى تصديقهم فيما يقولون " [2] .
وقفة قصيرة إن من المعلوم : أنه ليس ثمة من خطأ على الإطلاق ، وأن النبي ( ص ) كان مطلعا على حالهم ، ولا يصح احتمال الخطأ ، وغيره مما ذكره في حق النبي ( ص ) ، بل المتعين أن يقال : إن النبي ( ص ) كان عالما بحقيقة نواياهم ، ولكنه كان يظهر تصديقهم لأن عليه أن يعاملهم وفق الأمارات الظاهرية ، لا وفق علمه الخاص بحالهم ، كما أشارت إليه الآيات ، فإذا كان يعرف ذلك ، ثم يعاملهم بمنتهى الإحسان والرفق ، فإنه يكون غاية في الخلق النبوي الكريم . .
وقوله : ( عفا الله عنك ) تعبير يستعمل عادة في مقام إظهار استحقاق الطرف الذي يجري الحديث عنه إلى العقوبة ، ولكن استعمال هذا التعبير لا يعني أن العفو عنه كان خطأ ، فهو كقولك : سامحك الله لم عفوت عن فلان ، فان العفو عنه حسن ، لكن المطلوب هو إبراز استحقاقه للعقوبة ، وهنا قد جاء التعبير الإلهي عنهم بذلك من أجل فضحهم ، واظهار نواياهم ، بل إننا إذا رجعنا إلى ما هو المتعارف عند الناس في مجال التعامل ، فإننا نجدهم لا يتسامحون مع هذا النوع من الناس ، بل يعاملونهم بصرامة وحزم ، حين يدركون خبث باطنهم وسوء نواياهم ، ومكرهم ، واحتيالهم ، ويرون أن معاملتهم بهذا المستوى من الصفح واللين خطيئة وذنب ، فيكون قوله : ( عفا الله عنك ) أيضا مشيرا إلى ما بلغته معاملة رسول الله ( ص ) لهم من نبل وكرامة وصفاء ، مع وجود هذا الحجم الهائل من خبثهم ، ومن إجرامهم الكبير ، ولا ينبغي إغفال حقيقة كون نسبة الخطأ إلى النبي ( ص ) منافية لعصمته في مذهب



[1] سورة التوبة الآية 43 .
[2] من وحي القرآن ج 11 ص 129 .

432

نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 432
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست