responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 429


عليه من كتاب ، وما ألهمه من علم الشريعة والمنهج والحياة . . ولكن النبي لم يستجب له لأن هناك حالة مهمة يعالجها في دوره الرسالي المسؤول في محاولة لتزكية هؤلاء الكفار من وجهاء المشركين ، طمعا في أن يسلموا ليتسع الإسلام في اتباع جماعتهم لهم ، لأنهم يقفون كحاجز بين الناس وبين الدعوة ، ولذلك أجل النبي ( ص ) الحديث مع هذا الأعمى إلى وقت آخر ، فيما كانت الفرص الكثيرة تتسع للقاء به أكثر من مرة فتكون له الحرية في إغناء معلوماته بما يجب في جوّ هادئ ملائم ، بينما لا تحصل فرصة اللقاء بهؤلاء دائما ، فكانت المسألة دائرة ، - في وعيه الرسالي - بين المهم ، في دور هذا الأعمى ، وبين الأهم ، في دور هؤلاء الصناديد .
ولكن الله يوجه المسألة إلى ما هو الأعمق في قضية الأهمية في مصلحة الرسالة ، باعتبار أن هذا الأعمى قد يتحول إلى داعية إسلامي كبير ، ( وما يدريك لعله يزكى ) فيما يمكن أن يستلهمه من آيات القرآن التي يسمعها ، مما يُغني له روحه ، فتصفو أفكاره ، وترقّ مشاعره ، وتتسع آفاقه " [1] .
وقفة قصيرة ونقول : إن آيات سورة عبس هي التالية : ( عبس وتولّى . أن جاءه الأعمى . وما يدريك لعله يزّكى . أو يذّكّر فتنفعه الذّكرى . أمّا من استغنى . فأنت له تصدّى . وما عليك ألاّ يزّكّى . وأمّا من جاءك يسعى . وهو يخشى . فأنت عنه تلهّى ) [2] .
ونحن نشير هنا إلى ما يلي :
1 - إن الذي يلاحظ الآيات الشريفة لا يجد فيها أي شيء يدل على أن المقصود بها هو شخص رسول الله ( ص ) بل فيها ما يدل على أنها لا تليق به ( ص ) ، فلماذا الإصرار على ذلك ؟ ‌ من قبل البعض ، وبشكل لا يقول به حتى من يدّعي نزولها في النبي ( ص ) من العامة .
2 - إنّ قوله تعالى : ( وما يدريك ) ليس خطابا لرسول الله ، وإنما هو التفات من الغيبة إلى الخطاب ، مع العابس نفسه .
3 - إنّ قوله تعالى : ( فأنت له تصدّى ) لا يدل على أنّه كان يتصدى له



[1] من وحي القرآن : الطبعة الأولى ، ج 24 ص 73 .
[2] سورة عبس الآيات 1 - 10 .

429

نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست