responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 408


قد يطلعه على بعض غيبه مما يحتاجه في نبوته من أمور المستقبل ، ومن خفايا الأمور كما في قصة عيسى ( ع ) ، ( وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم ( ( آل عمران : / 49 ) ونحو ذلك ، ولعل هذا هو الذي أشار إليه أمير المؤمنين علي ( ع ) في إخباره بالمغيبات عن سؤاله : ( هل هذا علم بالغيب ؟ ) في تصورهم للمعنى الذاتي من خلال القدرات الخاصة التي يملكها في ذلك .
فأجاب : ( وإنما هو تعلم من ذي علم ) [1] وهذا هو الذي عبر عنه بعض المفسرين ( هو علم الغيب بالعرض ) أي تعلم من عالم الغيب .
وخلاصة الفكرة : هي أن الله كان يطلع رسله بطريقة التعليمات التدريجية المحدودة على الغيب كما في قوله تعالى : ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا ( ( سورة الجن : 26 ) ولم يكن علم الغيب منطلقاً من قدرة تتحرك بالفعلية ليعلم بالغيب كل ما أراد من خلالها بحيث إن الله أعطاه ذلك من خلال القاعدة المنتجة للعلم في نفسه . . والله العالم " [2] .
وقفة قصيرة إننا نسجل هنا ما يلي :
1 - من أين ؟ وكيف علم هذا البعض أن النبي لا يملك مقومات ذاتية كبيرة ، أو قدرات مطلقة ، أو أن الأنبياء ليسوا فوق مستوى البشر في قدراتهم الذاتية وإمكاناتهم .
فإن ذلك من الأمور التكوينية ، ومن الغيبيات التي لا يعرفها إلا الله سبحانه . . ، وهو يشترط في معرفة الأمور التكوينية والغيبية وغيرها ، قيام الدليل القطعي ، الموجب لليقين التام ، ولا يكفي فيها مطلق ما هو حجة . .
2 - إذا كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) أفضل من البشر ، وإذا كان الله سبحانه قد خلقه هو والأئمة قبل خلق الخلق بألفي عام ، وجعلهم أنواراً بعرشه محدقين ، وإذا كانوا أنواراً في الأصلاب الشامخة ، والأرحام المطهرة .
وإذا كان النبي شاهداً على الخلق يرى أعمالهم الجوارحية ، والجوانحية ، ويشهد عليهم بها وإذا كان يرى من خلفه كما يرى من أمامه ، وإذا كانت تنام عيناه ، ولا ينام قلبه ، ثم ما روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من



[1] نهج البلاغة : الخطبة 128 .
[2] من وحي القرآن : الطبعة الثانية دار الملاك ، ج 9 ، ص 114 و 115 .

408

نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 408
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست