نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 401
الأمر الذي من شأنه أن يسقط اتهاماتهم عن أية قيمة ، لعدم وجود أساس معقول لها . فاتضح مما تقدم : أن ما ذكره في معنى الآيات ليس هو المعنى النهائي ، الذي لا محيص عنه فيها ، بل إن هناك معاني محتملة ، وقريبة لها ، فلا مبرر للاستدلال بها . هذا . . وقد أشرنا فيما سبق أن أمّية النبي لا تعني نقصاً فيه ، بل هي غاية الكمال ، لأنها تعني أن هذا الذي لم يقرأ ولم يكتب ها هو في لحظة واحدة يصبح عارفاً أدق المعرفة وأشملها لعلوم ولأمور لم تمر عليه من قبل . . حتى إن لم يكن يقرأ فصار يقرأ ولم يكتب فصار يكتب مع عدم تعلمه لهذه الأمور من قبل . . مما يدل على أن قد حدث له حدث فريد ، وهو اتصاله بالغيب وصدقه فيما يدعيه من الوحي الإلهي ، فعدم معرفته بالقرآءة والكتابة وعدم تلقيه معارفه عن طريقها غاية الكمال له . . لأنه قد أصبح يملك أدق المعارف والعلوم وأوسعها من دون الاستعانة بكتابة أو قراءة وهذا غاية الكرامة والفضل ، ولكن جهلنا نحن بالقرآءة والكتابة يعد نقصاً فينا لأننا نحرم والحالة هذه من نيل المعارف ونبقى في دائرة الجهل . 9 - إن العبارة الأخيرة لهذا البعض تشير إلى أن مصدر معارفه ( ص ) قبل النبوة هو تأملاته ، والألطاف الإلهية عليه في ملكاته الفكرية والروحية . ومن الواضح أن ذلك لا يكفي في اعتباره ( ص ) مثقفاً ، فضلاً عن أن يملك المستوى الثقافي العالي على حد تعبير هذا البعض رغم تحفظنا الشديد على مثل هذه التعابير بالنسبة للأنبياء ( عليهم السلام ) فإن التأمل ، والملكات الفكرية والروحية للنبي لا تجعله عالماً بما جرى للسابقين ، ولا مطلعاً على شيء من التفاصيل التاريخية لمن سبقه من الأنبياء ، كما أن ذلك لا يجعله ملماً بالأحكام والشرائع والحقائق الدينية وغيرها وبالآيات السماوية التي جاءت أو نزلت من قبله . . بل يكون علماء أهل الكتاب والحالة هذه ، وكذلك غيرهم أعلم منه في ذلك ، لأنهم يملكون ولو مقداراً ضئيلاً من تلك المعارف مهما كان مشوباً بغيره من الأباطيل .
401
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 401