نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 400
5 - وكذلك الحال بالنسبة لآية ( 102 ) من سورة يوسف ، وهو قوله تعالى : ( ذلك من انباء الغيب نوحيه إليك . . ( فإنها دالة على أن معرفته ( صلى الله عليه وآله ) بتلك الأخبار الغيبية إنما كانت عن طريق الإنباء والوحي ، لكنها لا تعين لنا متى كان ذلك ، فلعله كان قبل سنوات من البعثة ، لكنه لم يؤمر بإبلاغه إلى أن يحين وقته ، وقد حان وقته الآن . . . 6 - ونفس هذا الكلام يجري بالنسبة للآية ( 86 ) من سورة القصص : أعني قوله تعالى : ( وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك ( ، فإن المراد بها أن إنزال القرآن عليه كان رحمة من الله ، فرجاؤه إنما هو سبيل رجاء الرحمة الإلهية . ولا دليل يثبت أن حدوث هذا الرجاء كان حين البعثة ، فلعل رجاءه هذا قد بدأ في أول لحظات حياته ، ومنذ امتلك الشعور والإدراك . 7 - أما آية سورة يونس : ( قل : لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به ( فإنها تدل على أنه إنما أذن الله سبحانه له في تلاوة القرآن عليهم بعد مضي وقت طويل قبل ذلك . . ، ولكن ذلك لا يعني أن القرآن قد نزل عليه في أول يوم بعثته إليهم كرسول ، فلعله نزل عليه قبل سنين كثيرة ، لكن الله لم يأذن له بتلاوته عليهم إلا في هذا الوقت . . 8 - وأما آية سورة العنكبوت ( 48 ) : ( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ، ولا تخطه بيمينك ( . . فلا تدل على أنه لم يكن يعرف القراءة ، بل هي تتحدث عن التلاوة التي هي إلقاء الكلام ولو عن ظهر قلب . فالمقصود : أنه لم يتل أياً من كتب السابقين . . كالتوراة والإنجيل ونحوهما قبل أن ينزل القرآن عليه ، فالقرآن هو أول كتاب تلاه وألقاه . بل هي لا تدل أيضاً على أنه لم يكن يعرف الكتابة ، لأنها إنما تتحدث عن أنه ( ص ) لم يكن يخط الكتب السالفة بيمينه . . فكيف يتهمونه بأمر ما رأوه قد مارسه ، ولا يوجد أي دليل على أنه اطلع على أي كتاب سابق . . لا من خلال تلاوته له ، ولا من خلال كتابته لمضامينه ، فما هو المبرر لاتهامه بأنه قد استفاد من تلك الكتب إلا مجرد الحدس والتخمين ، والرجم بالغيب .
400
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 400