responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 396


ذلك إلا بالوحي الإلهي الذي يقص عليه أنباء الرسل ما يثبت به فؤاده .
أما في الآية الثانية فإنها تتحدث عن جزئيات التحديات في التطورات السلبية أو الإيجابية التي تعيشها الرسالة ، ويواجهها الرسل في التجربة الرسالية في الحرب والسلم ، لتمنح كل موقف حكمه ، ولكل مشكلة حلها ، ولكل معركة سلاحها ، ولكل تجربة درسها ، لأن الله كان ينزل آياته تبعاً لحاجة الواقع الذي يبحث عن الأجوبة في أكثر من علامات الاستفهام ، ولم يكن قد زود رسوله بكل تعليماته ، وكل تشريعاته وتوجيهاته له وللمسلمين ، ولذلك كان النبي ( ص ) يردد كلمته المأثورة - عند إلحاح المسلمين عليه في إصدار الموقف الحاسم - ( إني أنتظر أمر ربي ) لأن ذلك هو الذي يعمق في نفوس المسلمين أن النبي لم يصدر فيما يبلغه أو يعالجه من موقف ذاتي ، بل من وحي إلهي ، حتى لا تختلط لديهم شخصية الذات في تصورهم للجانب الذاتي للرسل مما قد يملكون الحرية في قبوله أو رفضه - كما يتخيلون - وشخصية الرسول في حديثه عن الله مما لا بد لهم أن يقبلوه من دون مناقشة على أساس الخط الشرعي الإسلامي الذي جاء في قوله تعالى :
( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ( ( 33 / 36 ) .
ولذلك كانوا يسألونه - حسب رواية السيرة - عن كل ما يصدره : هل هو رأي ارتأيته أو هو وحي من الله ليحددوا موقفهم منه على أساس تحديد ذلك ، لكننا نرى أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يكن له شخصيتان في حركته الرسالية في الشؤون الخاصة والعامة ، لأنه كان يمثل التجسيد الحي للرسالة فهو القرآن الناطق الذي يتمثل القرآن الصامت في كل سيرته قولاً أو تقريراً :
( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ( ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيها شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً ( ( 4 / 64 ) .
( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ( ( 33 / 31 ) .
فهو القدوة والأسوة في كل شيء فكيف يكون له شخصيتان في سلوكه العملي مع الناس ، لتختلف فيه شخصية الإنسان عن شخصية الرسول ، أما تثبيت الله للذين آمنوا فإنه يحصل من خلال القرآن الذي يعمق فيهم الإيمان بالله ، ويفتح

396

نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 396
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست