نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 392
وإن كان هو الأعلم ، فبناء على ذلك يجب أن يكون أعلم أمته ، وأعلم السابقين واللاحقين ، وذلك طبعا بلطف من الله ، وهذا يعني أيضاً أن يكون مستوعباً لآخر العلوم والمكتشفات ، وبالتالي يكون لديه علم الغيب ، فكيف يكون ذلك ؟ فأجاب : " نحن نتكلم استناداً إلى القرآن ، فالله أرسل الأنبياء مبشرين ، ومنذرين ( وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ( ( الانعام : 48 ) ، ( وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيراً ( ( الفرقان : 65 ) ، ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشراً ونذيراً ، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ( ( الأحزاب : 45 - 46 ) ، والله يعلم نبيه ، ويعلم أولياءه من الغيب ، ما يحتاجونه في نبوتهم ، وليس من الضروري أن يعلموا الغيب كله ، كما يقول السيد المرتضى . . فليس من الضروري أن يعلم النبي علم الذرة ، وعلم الكيمياء ، وعلم الفيزياء ، لأنها ليست ذات صلة برسالتهم ، أما وجوب ان يكون النبي أعلم الأمة ، في كل شيء حتى ما لا علاقة له بمهمته الرسالية ، ولكن الله قد يعلمه من ذلك ما يحتاجه فيه أو إذا أراد علم ، فليس لدينا دليل على هذا " [1] . وقفة قصيرة ونلاحظ هنا ما يلي : 1 - إذا كان الله سبحانه قد أرسل أنبياءه مبشرين ومنذرين ، فلا يعني ذلك أن مهمتهم محصورة في ذلك . . وما ورد من ذلك في بعض الآيات القرآنية لابد أن يتكامل وينضم إلى ما ورد في الآيات الأخرى ، كقوله تعالى : ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم ، يتلو عليهم . آياته ويزكيهم ، ويعلمهم الكتاب والحكمة ( [2] . وفي هذا الكتاب تبيان كل شيء . وقوله تعالى : ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات ، وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ، ليقوم الناس بالقسط ، وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ، ومنافع للناس ، وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله لقوي عزيز ( [3] .
[1] الندوة : ج 1 - ص 360 . [2] سورة الجمعة : الآية : 2 . [3] سورة الحديد : الآية : 25 .
392
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 392