responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 390


وآله ) باللغات ؛ لأنها إنما تتحدث عن دعواهم : أن هذا القرآن المعجز لهم في بلاغته الفائقة هو من صنع إنسان بعينه ، فهو ليس وحياً من الله سبحانه ، ولا هو من إنشاء النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) . .
وكأنهم لا يريدون نسبة ذلك إليه ، لأن ذلك يستبطن الاعتراف له بالتفوق عليهم ، حين قام بما عجزوا هم عنه ، كما أنهم يدعون : أن منشئ القرآن هو رجل أعجمي - وربما يقصدون أنه من أهل الكتاب ، لأنهم كانوا مبهورين بهم ، ويعتبرونهم هم مصدر المعارف الدينية ، وينظرون إليهم نظر التلميذ إلى معلمه ، وعلى هذا الأساس فإنهم ينسبون ما جاءهم به من معارف دينية ، وتفصيلات إيمانية وغيرها إليهم ، على اعتبار أنه لابد أن يكون قد أخذه من واحد من هؤلاء .
فجاء الرد القرآني الإلهي على هذه الدعوى الزائفة ليقول : إن هذا القرآن لا يمكن أن يكون من إنشاء بشر ، بل البشر يعجزون عنه ، فكيف إذا كان هؤلاء البشر لا يعرفون اللغة العربية ، وهذا القرآن لسان عربي مبين ؟ ! .
ولم تتحدث الآية عن أمر الترجمة لما يمليه ذلك الأعجمي على النبي ( صلى الله عليه وآله ) من أحاديث التوراة والإنجيل .
2 - ما هو المبرر لحكمه بأن النبوة لا تقتضي التفوق المطلق على سائر البشر من غير الأنبياء ؟ ! ، فإن النبوة إذا كانت اصطفاءً إلهياً ، واجتباءً ربانياً ، فما هو معنى أن يختار الله سبحانه - المفضول ويترك الفاضل ؟ ! كما قرره هذا البعض - حسبما نقلناه عنه في هذا الكتاب - وكيف رجح ذاك على هذا ؟ ! . ما دام أن من يرى لنفسه امتيازاً على غيره في أي مجال كان ، ولو في مجال اللغات ، سيجد في نفسه حالة من الترفع والإباء عن الانقياد وإخلاص الطاعة لذلك الغير الأقل منه ، ولن يكون ذلك السخي بكل شيء ، حتى بروحه وولده امتثالا لأوامره .
بل سيجد نفسه غالياً ونفيساً لا يدرك الآخرون قيمته ، ولذلك يفرطون فيه خصوصاً وأن ذلك النبي سيكون معذوراً بجهله ، الذي إذا فتح بابه فإن احتمالاته سوف ترد في مختلف الشؤون والحالات . .
نقول هذا بغض النظر عما يستند إليه علماؤنا من أدلة قاطعة وبراهين

390

نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست