نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 383
وقفة قصيرة إن من الواضح أن كلمة ( آتاني الكتاب ) تدل على أن ذلك قد حصل في الماضي أي أن الله سبحانه قد أعطاه ذلك في وقت سابق على موقفه هذا الذي يكلمهم فيه . وقد استدل الأئمة ( ع ) بهذه الآية بالذات على إمامة الإمام الجواد ( ع ) في صغره وفقا لما هو ظاهرها الذي هو حجة فراجع [1] . كما أنه لا شك في صلاحيتها للاستدلال على إمامة الإمامين الهادي والمهدي ( ع ) ، فتأمل وتنبّه . أضف إلى ذلك أن كلمة جعلني وآتاني إذا كانت تتحدث عن المستقبل ، فإن قوله : وجعلني مباركا أيضا هي إخبار عن المستقبل ، وهي تشعر بنفي البركة الفعلية عنه ، مع أن كونه مباركا بالفعل وفي كل لحظات حياته ، مما لا شك فيه ولا شبهة تعتريه ، فلماذا هذا الإشعار بأمر لا حقيقة له ؟ ! فما معنى حمل الآية على أن عيسى ( ع ) أراد أن يخبرهم عن أنه سيحصل على درجة النبوة في المستقبل . وأن الله سيؤتيه الكتاب ، وسيجعله نبيا . وقد كان بالإمكان أن يقول : سيؤتيني الكتاب ، وسيجعلني نبيا ، وسيجعلني مباركا . مع عدم وجود قرينة حالية ولا مقالية على إرادة زمن الاستقبال في الآية . بل في صحيحة يزيد الكناسي قال : سألت أبا جعفر ( ع ) أكان عيسى بن مريم ( ع ) حين تكلم في المهد حجّة لله على أهل زمانه ؟ فقال : كان يومئذ نبياً حجّة لله غير مرسل . أما تسمع لقوله حين قال : ( إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ) [2] . .
[1] راجع الكافي ج 1 ص 322 و 494 و 384 و 382 و 383 وبحار الأنوار ج 50 ص 23 و 24 و 34 وراجع ص 21 و 35 و . . [2] الكافي ج 1 ص 382 و 383 .
383
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 383