وهل كل هذا الكم الهائل وسواه أضعاف كثيرة ، قد اقتضته المقامات المختلفة ؟ ! أم إنّ أكثره قد كتب ونشر بمبادرة مباشرة ، ومن دون أن يكون ثمّة مقام يقتضيه ؟ أو يفرض له وعليه قيودا وحدودا ؟ ! . . 4 ً - قد يقال : لماذا تتمسّك بهذا القول بالذات ، وتترك ما سواه من أقوال أخرى لهذا البعض نفسه ؟ . وجواب ذلك واضح : أولاً : إن الطبيب إنما يلاحق موضع الداء ، ويضع إصبعه على الجرح ويعالجه ، ولا شغل له بما هو صحيح وسليم . ثانياً : إن ذلك البعض قد أعلن في ندوة له قبل مدّةٍ يسيرة : أنه مسؤول عن كل ما كتبه منذ ثلاثين سنة وهو ملتزم به [1] . وقال أيضا : " إنني عندما انطلقت في العمل الإسلامي والفكري منذ ما يقارب ال 45 عاما كنت أعتقد في كل ما كتبت وحاورت وحاضرت وكانت حصيلة ذلك عشرات الكتب وآلاف المحاضرات " [2] . وهذا الذي نقدّمه هو بعض ما صدر منه وعنه . ثالثا : إذا كانت أقوال هذا البعض متناقضة ، فليدلّ على الصحيح منها ، ليؤخذ به ، وليبين للناس الفاسد ليُجتنب عنه ، فإنّ بيان ذلك من مسؤولياته ، أيضاً ، كما أن من مسؤولياته أن لا يتكلم بالمتناقضات . 5 ً - قد يقال : إن بعض الموارد التي يرد عليها الإشكال ، قد ذُكرت لها في مواضع أخرى حدود وقيود تجعلها مقبولة ومعقولة . . ونقول : إن من الواضح أن من يكتب شيئا في مقالة ما ، فإنه لا يصح له أن يطلب من الناس أن يقرأوا ما كتبه طول عمره ، ليعرفوا ماذا يقصد بكلامه في مقالته تلك ، وليس له أن يؤخر البيان عن وقت الحاجة ، فيفصل بين مراده وبين الشاهد والقرينة عليه ؟ !
[1] ندوة في مناسبة ولادة الزهراء في هذه السنة 1418 ه . ق . ( قاعة الجنان ) . [2] نشرة بينات العدد الصادر في 25 - 10 - 1996 .