نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 347
2 - ما معنى تصويره لحالة يوسف حينما رأى إخوته ، فعرفهم وهم له منكرون . . على أنها كانت بمثابة الصدمة له ؟ ! ! وهل يصح استعمال أمثال هذه التعابير في حق أنبياء الله سبحانه ؟ ! 3 - من أين استنبط هذا الحدث حتى أخبر عنه على أنه حقيقة واقعة ؟ ! ومن أين عرف أن ملامحهم لم يحدث فيها تغيير يذكر ؟ وما هو الدليل القطعي الذي يثبت له ذلك ؟ ! أو فقل : ما هي الأخبار المتواترة أو غير المتواترة التي تثبت هذا ؟ 4 - إننا نعتقد أن يوسف الذي كان يعيش آفاق النبوة لا يمكن أن ينشغل عن أهله ، وأن ينساهم مهما طال الزمن ، خصوصاً بالنسبة لأبيه النبي العظيم [1] الذي يرتبط به روحياً وإيمانياً ، - قبل أن يرتبط به جسدياً - وبصورة أعمق وأوثق من أي رباط آخر بنحو يتناسب مع الآفاق التي يعيشها الأنبياء ، والمسؤوليات التي يحملونها . كما أن يعقوب لا يمكن أن ينسى ولده لنفس السبب الذي أشرنا إليه ، وقد طال حزنه عليه حتى ابيضت عيناه من الحزن . وقد صرح القرآن بأنه لم يكف عن ذكر يوسف طيلة تلك المدة ، حتى قال له أبناؤه : تالله تفتؤ تذكر يوسف حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين . . فمن كانت هذه حاله كيف يقال : إن أهله نسوه . . وإذا كان بعضهم يوشك أن ينساه فإن حزن يعقوب وبكاءه عليه يمنع من حدوث هذا النسيان . 5 - قد صرح هذا البعض : " بأن يوسف قد عرف أسماء اخوته ومواقع بلادهم من خلال أسئلته التي وجهها لهم ، فساهم ذلك في تذكره لهم " . فهل يريد هذا البعض أن يقول : إن يوسف الذي أصبح على خزائن الأرض ، وصار له هذا الشأن العظيم ، إنما لم يستخدم موقعه ونفوذه ، والوسائل المتوفرة لديه في السؤال عن أهله ، ومعرفة أخبارهم ، وكذلك لم يأت بهم من البدو بسبب النسيان الذي طرأ عليه بسبب ضغط الأحداث المتلاحقة ؟ !