نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 305
وقد روي عن الإمام الرضا عليه السلام قوله : ( فقضى على العدوّ بحكم الله تعالى ذكره ، فوكزه موسى فقضى عليه ) ، وحينما قال له فرعون : ( وفعلت فعلتك وأنت من الكافرين ( أجابه هازئا ومستنكرا مرددا قول فرعون بصيغة السؤال : ( فعلتها إذا وأنا من الضالين ( ؟ ! . ولو لم يكن ذلك ، فلا معنى لإقحام كلمة ( إذا ) التي يراد بها ردّ الكلام على قائله ، على سبيل الإنكار عليه . 6 ً - ومما يشير إلى ذلك أيضا : أن موسى ( ع ) حين قتل الذي من عدوه لم يكن من الضالين . . بل كان الله قد آتاه حكما وعلما . . كما ذكرت الآيات . كما أنه عليه السلام قد كان من عباد الله المحسنين ، فاستحق المكافأة على إحسانه ، فلم يكن ليظلم غيره ، فيقتل نفسا بريئة ويرتكب جريمة دينية ! ! ! 7 ً - فما حكاه الله سبحانه عن موسى ( ع ) بعد تلك الحادثة بقوله : ( قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي ، فغفر له ( ، يراد به : أنه قد انتهى به الأمر بدخوله المدينة ، ثم بقتله للذي من عدوّه ، إلى أن يحتاج إلى تدخل إلهي ليستره عن عيون الفراعنة ، الذين يطلبونه . . فقد صدر منه فعل له عواقب تعود على النفس بالمشقة والمتاعب ، ويحتاج إلى ستر الله سبحانه ، وإلى معونته ، وقد روي عن الإمام الرضا عليه السلام في تفسير هذا الموضع قوله : ( فاغفر لي ) ، أي استرني من أعدائك لئلا يظفروا بي ، فيقتلوني ، ( فغفر له ، إنه هو الغفور الرحيم ( ، ومعنى الغفران الستر ، وسمي المِغفَر الذي يستعمل في الحرب - مغفرا لأنه يستر الرأس ، ويقيه ضرب السيوف . ولو صح منه ( ع ) طلب المغفرة من الذنوب ، فقد عرفت أنها إنما تكون من المعصومين بمعنى دفع المعصية عنهم ، لا رفع آثارها بعد وقوعها منهم . 8 ً - ثم إن موسى ( ع ) يصر على مواصلة الطريق في نصرة المظلومين ، ويقطع على نفسه عهدا بذلك فيقول : ( رب بما أنعمت علي ) أي بهذه الحماية والستر ، ( فلن أكون ظهيرا للمجرمين ) وسوف أستمر . . يقول الإمام الرضا عليه السلام : رب بما أنعمت علي من القوة حتى قتلت رجلا بوكزة ، فلن أكون ظهيرا للمجرمين بل أجاهدهم بهذه القوة حتى ترضى . 9 ً - ثم وجد موسى ( ع ) ذلك الرجل الذي استنصره بالأمس يستصرخه
305
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 305