responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 293


قال المجلسي :
( إن الله تعالى كما أنه يميت متفرقاً ، إما لمصلحتهم ، أو لمصلحة آبائهم ، أو لمصلحة النظام الكلي ، كذلك قد يقدر موتهم جميعاً في وقت واحد لبعض تلك المصالح .
وليس ذلك على جهة الغضب عليهم ، بل رحمة لهم ، لعلمه تعالى بأنهم يصيرون بعد بلوغهم كفاراً ، أو يعوضهم في الآخرة ، ويميتهم لردع سائر الخلق عن الاجتراء على مساخط الله ، أو غير ذلك .
مع أنه ليس يجب على الله تعالى إبقاء الخلق أبداً ، فكل مصلحة تقتضي موتهم في كبرهم ، يمكن جريانها في موتهم عند صغرهم ، والله تعالى يعلم ) [1] .
وعن الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( إن الله أوحى إلى يونس حين دعا على قومه : إن فيهم الحمل ، والجنين ، والطفل ، والشيخ الكبير ، والمرأة الضعيفة ، والمستضعف المهين ، وأنا الحكم العدل سبقت رحمتي غضبي ، لا أعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك ، وهم يا يونس عبادي ، وخلقي ، وبريتي ، في بلادي ، وفي عيلتي ، أحب أن أتأناهم ، وأرفق بهم ، وأنتظر توبتهم . . الخ ) [2] .
وهذه الرواية وإن كان فيها مواضع مشكلة ، ولكن هذه الفقرة فقط هي موضع الحاجة ، وليس في الأخذ بها محذور . . لأنها آتية وفق القواعد والأصول العامة العقلية وغيرها ، كما أنها مؤيدة بسائر الروايات الآنفة الذكر .
وقد رأينا :
أن العذاب لم ينزل على قوم يونس حتى خرج عليه السلام من بينهم مغاضباً لهم ، فرأوه قد دنا منهم ، ثم رفع عنهم بسبب توبتهم .
وأخيراً ، فقد قال الله تعالى مخاطباً نبيه الكريم ( وما كان الله ليعذبهم ( أي أهل مكة ( وأنت فيهم ( . قال ابن عباس : إن الله لم يعذب قومه حتى أخرجوه منها ، ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ( ، أي وفيهم بقية المؤمنين بعد خروجك من مكة .
وذلك أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لما خرج من مكة بقيت فيها بقية المؤمنين لم يهاجروا لعذر ، وكانوا على عزم الهجرة ، فرفع الله العذاب عن مشركي مكة لحرمة استغفارهم ، فلما خرجوا أذن الله في فتح مكة .



[1] المصدر السابق : ج 5 ، ص 286 و 287 .
[2] البحار : ج 14 ، ص 393 ، عن تفسير العياشي ، والبرهان : ج 2 ، ص 200 و 202 .

293

نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 293
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست