نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 286
البعض : أن هذا الخوف لا يصل إلى درجة يؤدي إلى السقوط في المعصية ، ولا يوحي بالإنسحاق ، ولا يمنع من العصمة ؟ ! فهل هذا الا رجم بالغيب ، وحديث في أمور لا سبيل للاطلاع على مقاديرها إلا لعلام الغيوب ؟ ! ويزيد الأمر إشكالاً أن هذا البعض نفسه يشترط الدليل المفيد للقطع في كل أمر هو من هذا القبيل ، فأين هو هذا الدليل الذي قدمه على أن الخوف يكون بهذا المقدار أو ذاك ؟ ! . 2 - من أين عرف هذا البعض : أن منشأ خوف نبي الله إبراهيم ( عليه السلام ) هو ضعفه البشري . ولماذا لا يقول : إن التكليف الإلهي لإبراهيم ( عليه السلام ) هو أن يقف موقف الحذر ، وأن يحتاط لنفسه كما يحتاط الخائف في المواقع المماثلة . . حتى وإن لم يكن قد اختلج في نفسه أي خاطر ؟ ! 3 - من أين عرف : أنهم قد امتنعوا عن الأكل . . فإن الآية الشريفة تقول : ( فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم ، وأوجس منهم خيفة . . ( فإن ظاهر الآية أنه رآهم يتظاهرون بأنهم يأكلون ، ويمدون أيديهم إلى الطعام بحسب الظاهر . ولكن أيديهم لا تصل إلى ذلك الطعام ، فكان أمراً غير طبيعي ، وهو يدعو إلى الحذر . . وذلك هو الواجب الشرعي ، وهو الحزم في مثل هذه الحالة . 4 - من أين عرف هذا البعض : أن ما جرى قد فاجأ إبراهيم بما يشبه الصدمة . وربما نجد في قوله تعالى ( أوجس منهم خيفة ( ، والخيفة هي نوع من الخوف . . - ربما نجد فيه - إشارة إلى أنها خيفة ضعيفة استحقت الإشارة إليها بتنوين التنكير المفيد للضعف والوهن ، نظير قوله تعالى عن اليهود : ( لتجدنهم أحرص الناس على حياة . . ( أو أنها كانت خيفة خاصة - وهي ذلك الإدراك لأمر خفي يدعو إلى الحذر الحازم الذي هو واجب شرعاً . . 5 - وأما قوله : " ولكن الملائكة لم يأتوا ليخلقوا عقدة الخوف . . " فهو مما لا يمكن الموافقة عليه . . لأن ذلك يستبطن إمكانية ابتلاء أنبياء الله بالعقد النفسية ، وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلاً ، بالنسبة لأي نبي كان ، فكيف بشيخ الأنبياء الذي هو من أولي العزم ، وأفضل رسل الله بعد نبينا
286
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 286