responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 274


من موجودات حية وغير حية . . واهتزت قناعاته من جديد . . وبدأ يسخر بالفكرة والعقيدة في عالمه الشعوري الصافي . . ( فلما أفل قال لا أحب الآفلين . . ( .
( فلما رأى القمر بازغا . . ( في صفاء الليل ، ووداعة السكون . . وكان الشعاع الفضي الساحر يلقي على الكون دفقا من النور الهادئ الذي يتسلل إلى العيون فيوحي إليها بالخدر اللذيذ ويخترق القلوب فيوحي إليها بالأحلام اللذيذة الساحرة . . ويطل على الطبيعة فيغلفها بغلافه الشفاف الوادع الذي يثير في آفاقها الكثير الكثير من اللذة والأحلام . . وبدأت المقارنة بين ذلك النور الكوكبي الذي يأتي إلينا متعبا واهنا في جهد كبير . . وبين هذا النور القمري الذي يتدفق كشلال في قلب الأفق . . فأين هذا من ذاك . . فهذا هو السر الإلهي الذي كان يبحث عنه . . ( قال هذا ربي . . ( وعاش معه في حالة روحية من التصوف والعبادة لهذا الرب النوراني الذي يتمثل في السماء قطعة فضية من النور الهادئ الساحر . . وفجأة بدأ الشعاع يبهت . . ثم يغيب . . وانطلقت الحيرة في وعيه من جديد . . أين ذهب الإله وأين غاب . . وهل يمكن للإله أن يغيب ويأفل . . وضجت علامات الاستفهام في روحه تتساءل من هو الإله ؟ وأين هو . . وعاش في التصور الضبابي المبهم الغارق في الغامض . . يتوسل بالرب الذي لا يعرف كنهه ، أن يهديه سواء السبيل لئلا يضل ويضيع . . ( فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين . . ( وما زال ينتظر وضوح الحقيقة . . وفجأة أشرقت الشمس بأشعتها الذهبية الدافئة فأخذت عليه وجدانه . . ( فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي . . هذا أكبر . . ( فأين حجم الشمس . . من حجم القمر والكواكب . . فلا بد أن تكون هي الإله الذي يبحث عنه ، لأنها تتميز عنهما بصفات كثيرة . . وبدأ يتابعها وهي تتوهج وتشتعل . . وتملأ الكون كله دفئا وحياة وإشراقا وجمالا . . فإذا به يهتز ويتحرك في قوة وامتداد وحيوية دافقة . . ولكن . . ماذا . . ؟ وبدأ يفكر . . فها هي تبهت وتبرد وتكاد تتضاءل . . ثم تغيب وتأفل . . وتترك الكون في ظلام دامس . . فكيف يمكن أن تكون إلها تعيش الحياة في قدرته وقوته . . ما دامت تغيب مع المجهول تاركة الكون كله في ظلام وفراغ ؟ . . وأطلق الصرخة فيمن حوله من هؤلاء الناس الذين يعبدون الكواكب والقمر والشمس . . فيما خيل له ، في وقت من الأوقات ، أنه الحقيقة المطلقة التي لا يعتريها شك ولا ريب . . ( فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون . . ( من هذه المخلوقات التي انطلقت من العدم ، ولا يزال العدم يعشش في كل حركة من حركاتها ، أو خطوة من خطواتها . . وتمرد على كل هذه الاتجاهات

274

نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 274
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست