نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 267
بالأهل الذين صدر الوعد بنجاتهم هم أهله المؤمنون . ثالثا : إذا راجعنا الآيات نفسها ، فلا نجد فيها أنه عليه السلام يطلب من ربه نجاة ولده ، بل فيها أنه عليه السلام قد اعتبر رحمة الله ومغفرته هي الربح الأكبر ، وبها تكون النجاة من الخسران . ولأجل ذلك نجده عليه السلام قد قال : ( إن ابني من أهلي ( توطئة للرد الإلهي الذي سيحدد خصوصية الأهل الموعود بنجاتهم ، وهم المؤمنون ، دون الكافرين . . حيث قد سبق القول بإهلاك الكافرين سواء أكانوا من أهل نوح أو من غيرهم . رابعاً : بالإضافة إلى ما تقدم نقول : إن نوحا عليه السلام قد طلب من ولده أن يركب معهم ، فقال : ( يا بني اركب معنا ، ولا تكن مع الكافرين ، قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ، قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلاّ من رحم ( [1] . وهذا - أعني قوله تعالى : ( ولا تكن مع الكافرين ( يشير إلى أنه يراه مؤمنا ، وأنه هو الذي رفض الركوب معهم ، وعرض نفسه للهلاك مع علم نوح بأن التخلف عن ركوب السفينة معناه التعرض للهلاك المحتم ، وكان هذا هو خيار ولده نفسه . . ثم أشار ( عليه السلام ) إلى ما يفيد أنه لم يكن بصدد طلب نجاة ولده ، ولا كان يتهم الله تعالى بخلف وعده ، حيث صرح ( ع ) أن وعد الله هو الحق . . وقبل أن يتقدم بأي طلب من الله كان التعليم الإلهي له : أن لا يسأله ما ليس له به علم . إذن ، فهناك شيء لم يكن نوح مطلعا عليه ، حسب دلالة الوحي الإلهي ، ( فجاءت استجابة نوح لتؤكد على أنه عليه السلام لم يسأله ، ولن يسأله في المستقبل : ( فلا تسألن ما ليس لك به علم ، إني أعظك أن تكون من الجاهلين قال ربّ إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم ( [2] . ثم جاء قوله عليه السلام : ) وإلا تغفر لي ، وترحمني أكن من الخاسرين ( [3] ،
[1] سورة هود الآية 42 و 43 . [2] سورة هود الآية 46 و 47 . [3] سورة هود الآية 47 .
267
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 267