نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 253
" ( وقلنا اهبطوا ) إلى الأرض أنتما وإبليس لعصيانكم الله ، وفشلكم في الإستقامة على خط أوامره ونواهيه ، ( بعضكم لبعض عدو ( بفعل الحرب المفتوحة بينكما وذريتكما وبينه ، وجنوده ، لأنه يستهدف إبعادكم عن رحمة الله ، وعن جنته ، بينما تعملون على التمرد عليه والخروج من سلطته والسعي إلى دخول الجنة والبعد عن النار . ( ولكم في الأرض مستقر ( أي مقام ثابت لأن الله جعلها قرارا ، ( ومتاع ( تستمتعون فيه في حاجاتكم الوجودية العامة والخاصة ، ( إلى حين ( إلى الأجل الذي جعله الله لكم في مدة العمر التي حددها لكم في هذه الدنيا . وهكذا عرف آدم ، ومعه زوجته معنى الشيطان في وسوسته ، وقسوة التجربة في نتائجها ، وأدرك الهول الكبير الذي يواجهه في البعد عن رحمة الله ، وفي الخروج من مواقع القرب إليه ، ومقامات الروح في رحابه . آدم يتوب إلى الله تعالى ( فتلقى آدم من ربه كلمات ( ترتفع إلى الله من روح خاشعة خاضعة ، وقلب نابض بالحسرة ، والندم ولسان ينطق بالتوبة ، وكيان يرتجف بالتوسل ، وذلك بالإلهام الإلهي من خلال الفطرة التي توحي بالمعرفة في علاقة النتائج بالمقدمات ، وفي طريقة تغيير الموقف من دائرة السلب إلى دائرة الإيجاب ، ليكون التحول الإنساني في الاعتراف بالذنب والاستسلام للندم ، والعزيمة على التصحيح ، والرجوع إلى الله بالعودة إلى طاعته في ما يكلفه به من مهمات ، وفي ما يرشده إليه من إرشادات ، لأن أوامر الله الإرشادية تتصل بمحبته لعبده لئلا يقع في قبضة الفساد ، كما تتصل أوامره المولوية بحرصه عليه في البقاء في خط الإستقامة ، وابتعاده عن خط الانحراف الذي يؤدي إلى الزلل ويقوده إلى الهلاك . ولكن ما هي هذه الكلمات ؟ إن الرجوع إلى القصة في سورة الأعراف يوحي بأن آدم الذي انطلق نحو التوبة في عملية تكامل مع حواء ، وقف معها ليقولا في توبتهما ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ( ( الأعراف : 23 ) ويبدو من خلال هذه الآية ، أن التوبة كانت قبل الهبوط إلى الأرض ، بعد التوبيخ الإلهي والتذكير لهما بأن سقوطهما في التجربة الصعبة لم يحصل من حالة غفلة ، لا تعرف الطريق إلى الوعي ، بل كان حاصلاً بعد التحذير الإلهي من الأكل من الشجرة ، ومن الشيطان ، باعتباره عدواً لهما ، وذلك قوله تعالى :
253
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 253