responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 210


وجوده وحياته ، ومختلف حالاته ، وفي كافة شؤونه وعلاقاته ، ويواكبه في حركته نحو الأهداف الإنسانية والإلهية : ( يا أيها الإنسان انك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه ) [1] . ويفرض عليه أن يلتزم بضوابط محددة ، لأنه يريد من خلال ذلك كله أن ينشّئه بصورة متوازنة ومتكاملة ، تنشئة خاصة ، تؤهله للإضطلاع بدوره الكبير والخطير ، وتتوازن وتتكامل مع كل ما سخره الله للإنسان ليفجر من خلاله - وبالإيحاء الصحيح - روافد الحياة في هذا الكون الفسيح ، فيشرع له في جميع ميادين الحياة ما يعينه على السير في هذه الطريق .
ولأجل ذلك نجده يتدخل حتى في أفكاره ونواياه ، ويلاحقه حتى في خياله الرحب ، بل حتى في خطرات قلبه وأوهامه ، فضلا عن طموحاته وأحلامه . .
فهو يريد منه أن يكون عطوفاً رحيماً في موضع ، وقاسياً وحازماً بل وغليظاً ( وليجدوا فيكم غلظة ) في موضع آخر . ثم هو يريده أن يحب تارةً ، وأن يبغض أخرى ، وأن يتراجع في موضع ، وأن يكون شجاعاً مقداماً في موضع آخر ، وأن ينطلق في خياله في حالة ، وأن يمحو حتى الصورة التي كان حضورها عفويا في حالة أخرى ، إنه يريد أن يرافق الإنسان في كل موقع ، وفي كل مجال ، وأن يكون هو القائد والرائد وله كلمة الفصل ، في كل صغيرة وكبيرة من قضاياه .
ومن جهة أخرى ، إنه تعالى حين سخّر هذا الكون كله لخدمة هذا الإنسان ، ليستعين بما أودعه الله فيه على تحقيق أهدافه ، وأراد له أن يعمر الأرض ، فإنما أراد أن يتم ذلك من خلال شخصيته الإنسانية التي نمت وتكاملت وتتكامل بعين الله ورعايته وتربيته .
وأراد أيضا لهذا التسخير أن ينبسط على مساحات شاسعة على هذا الكون الفسيح من موقع الهيمنة على نواميسه وتفعيلها إيجابيا في نطاق إعماره ، واستكناه الكثير من أسراره . .
على أن يتم ذلك كله من موقع الرعاية الإلهية المتمثلة بمقام الإمامة والنبوة التي تقف في موقع الرصد الدقيق ، والمعرفة الواعية ، والهادية ، والقادرة على التدخل الحقيقي حيث تمس الحاجة إلى ذلك . .



[1] سورة الانشقاق الآية 6 .

210

نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست