نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 186
فهل يصح القول بأنه في إقامته للصلاة ومن ذريته ، لم يكن إلا دعاء ، واستجابة ربانية ، أعطته ما يريد من دون أن يكون له أي دور عملي ، أو قدرة واقعية في تحقيق ذلك على حد تعبير هذا البعض ؟ ! وكذا بالنسبة للشكر ، والعمل الصالح الذي يرضي الله في دعاء الإنسان ، وفي مثل دعاء سليمان ( ع ) : ( رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي ، وعلى والدي ، وأن أعمل صالحا ترضاه ( [1] . ولتراجع سائر الآيات التي تتضمن الأدعية فيها ما يشبه ذلك . 25 - وأما بالنسبة لعيسى ( عليه السلام ) فكيف يستطيع أن يثبت أن دوره ( ع ) كان دور الآلة . . ولماذا لا يكون مالكاً لقدرة أفاضها الله عليه ، والله هو الذي يأذن له باستعمالها هنا تارة ، وهناك تارة أخرى ؟ ! ولماذا خرجت كلمة ( بإذن الله ( عن معناها الحرفي اللغوي في خصوص هذا المحور ، لتصبح دالة على القوة التي تباشر هي تحقيق النتائج من دون أي دور لعيسى ( ع ) ، سوى كونه آلة ؟ ! ومن أين عرف أن عيسى ( عليه السلام ) لم يكن يملك أية طاقة خاصة به . . ألا يحتاج ذلك حسب ما يقوله هو نفسه إلى دليل موجب لليقين ، لأن القضية لا تدخل في دائرة الأحكام ليكتفي فيها بمطلق الحجة ؟ ! وألا يحتاج هذا النفي القاطع إلى دليل كما يحتاج الإثبات إلى دليل ، على حد تعبيره ؟ ! هذا وقد ذُكر عند النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) : أن عيسى ( عليه السلام ) كان يمشي على الماء . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( لو زاد يقينه لمشى على الهواء ) [2] . مما يدل على أن وجود هذه القدرة لدى عيسى ( عليه السلام ) تابع لمستوى اليقين لديه ، ولا شك في كونه اختيارياً . أم أن هذا البعض يتصوّر أن يمشي عيسى ( عليه السلام ) على الماء لا باختياره تماماً كما يتمّ تحريك الآلة الجامدة من قبل فاعل مختار قادر ؟ ! .
[1] سورة النمل : الآية : 19 ، وسورة الأحقاف : الآية : 15 . [2] مصباح الشريعة ص 177 وبحار الأنوار ج 67 ص 179 .
186
نام کتاب : خلفيات كتاب مأساة الزهراء ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 186