responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الإمام المهدي ( ع ) نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 17


البالغ بذلك يعود إلى سأمهم وتذمرهم من الأنظمة الوضعية التي يعيشونها فقد جرت عليهم المآسي والويلات ، وأغرقت العالم بالفتن والخطوب ، فهم يتشوقون إلى حكم الله الذي يحقق لهم العدل السياسي ، والعدل الاجتماعي وينقذهم من جور الظالمين ، وبطش المستبدين .
لقد ألقت الأخبار التي أثرت عن النبي صلى الله عليه وآله ، وعن أئمة الهدى عليهم السلام ، الأضواء على كثير من علامات ظهوره عليه السلام ، والتي منها : انهيار الأخلاق ، وانعدام الروابط الاجتماعية ، وفقدان التماسك بين أفراد الأسرة الواحدة ، وتخلى الناس عن تعاليم أديانهم ، بحيث يصير المجتمع في سلوكه قريبا من المجتمع الجاهلي ، فلا أمر بمعروف ، ولا نهى عن منكر ، ولا تواصل ولا توادد ، ويصير المسلمون بأقصى مكان من الذل والهوان ، تتكالب عليهم الأمم تغصب ثرواتهم ، وتتحكم في قضاياهم ومصيرهم ، ويكونون كأعصاب خالية من الروح والإحساس ، ويعرض هذا الكتاب إلى إعطاء صورة متميزة عن علامات ظهوره عليه السلام حسب ما نطقت به الأخبار .
( 10 ) ومن بحوث هذا الكتاب إعطاء لمحة من صفات الإمام المهدي عليه السلام ، وبعض عناصره النفسية ، التي هي - من دون شك - امتداد لذاتيات آبائه وأجداده العظام الذين هم مصدر خير ورحمة وفيض على الناس على اختلاف قومياتهم وأجناسهم ، ومن أبرز صفاتهم أنهم كانوا قوة ضاربة وقاهرة للطغاة والظالمين ، يقول سيد العترة الطاهرة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام : " القوي عندي ضعيف ، حتى آخذ منه الحق ، والضعيف عندي قوى حتى آخذ له الحق . . . " وهذه النزعة الكريمة ماثلة بأسمى صورها عند حفيده الإمام المنتظر عليه السلام ، فإنه - حسبما تواترت به الأخبار إذا أشرقت الدنيا بظهوره يقوم ببسط العدل ، وتدمير الظلم ، ويبنى مراكز للمساواة والإنصاف بين الناس ، ويطيح بعروش الطغاة الذين أقاموا عروشهم على الظلم والطغيان .

17

نام کتاب : حياة الإمام المهدي ( ع ) نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست