نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 421
البين ، وقد وردت بعض الروايات بهذا المعنى ، منها : ما رواه ابن قولويه والكليني والصدوق بإسنادهم إلى داود الرقي قال : ( كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ استسقى الماء ، فلما شربه رأيته قد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه ، ثم قال لي : يا داود لعن الله قاتل الحسين عليه السلام ، فما أنغص ذكر الحسين عليه السلام للعيش ، إني ما شربت ماء باردا إلا ذكرت الحسين عليه السلام . . . ) [1] . ويعلم من هذا أن التذكر يكون على نوعين ، فمرة يكون بأن يكلف الانسان بشيء ثم يغفل عن ذلك الامر ثم يتذكره بعد فواته وبعد أن خالف المطلوب منه نسيانا وسهوا ، وهذا هو الممنوع على المعصوم ، ومرة يكون من قبيل تذكر الانسان ما وقع في الأيام الخوالي والأزمنة الغابرة ، أو التذكر للامر الإلهي قبل فوات المطلوب ، وهذا نظير ما ورد في الروايات العديدة من غضب بعض الأئمة عليهم السلام عما يرتكبه بعض خدمهم ثم كظمهم للغيظ ، فلا منافاة بين تحقق الغضب كما في مقامنا هذا حيث اعتدى القوم على الزهراء عليها السلام وبين إمساك الامام عليه السلام عن القتل ، ولا يعني أمر النبي صلى الله عليه وآله بعدم قتال القوم أن يقف الامام علي عليه السلام مكتوف الأيدي من دون أي ردة فعل ، ومن هنا كان موقفه في وجه عمر وخالد بن الوليد ، وهذا ما تقتضيه شجاعة الامام وغيرته وهو منبعهما ومعينهما ، والقول بسهو الامام علي عليه السلام عما أمره النبي صلى الله عليه وآله إنما يصح منعه وإبطاله إذا كان متحققا وواقعا في الخارج ، والرواية ليس فيها ما يدل على ذلك بل فيما ما يدل على عدم وقوعه ، ولهذا التزم الامام عليه السلام بوصية النبي صلى الله عليه وآله إليه . تجدر الإشارة إلى أن السيد الخوئي أو غيره لم يورد إشكال سهو المعصوم للطعن في الكتاب أو للقول بوضعه ، وهذا كاشف عن ضعف مثل هذا الايراد . * * *