نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 410
ويظهر ذلك من عدم تراجعه بشكل صريح ولو في موقف واحد منذ أول كلامه حتى يومنا هذا وفقما لدينا من أجوبته المتعددة ومحاوراته المتكررة ، كما أنه يدعي أن غرضه من إثارة شبهاته هو الدعوة إلى التحقيق ، ولكن عندما يسئل عن آخر رأي له حول السقط محسن وبعد أكثر من أربع سنوات من إثارته للموضوع يقول : ( ما عندي ضرورة لتحقيقها وما حققتها وما أستطيع أن أقول فيه هناك أو لا ) ، فهل يصح أن يدعو الآخرين إلى التحقيق في حين لم يحقق هو شخصيا في هذه المسألة ؟ وهل ينسجم هذا مع ما يكرره من أنه لا يعتني بهذه القضية لأنها ليست من المسائل التي تهمه ؟ ولقد ( صرح المحض عن الزبد ) . هذا مع ما أورد على كلامه من الحجج والأدلة الدامغة ، لكنه كابر وعاند حتى بلغ به الامر إلى الجرأة في الرد على جميع علمائنا ومراجعنا بعبارات لا تخلو من التعريض بهم والطعن فيهم ، فهو يرد على الامام الخميني ( قدس سره ) في رأيه حول مصحف فاطمة ، لان الروايات تذهب إلى خلاف ذلك ولأنه يستلزم منه القول بنبوة الزهراء عليها السلام ! ويرى نفسه فوق أن يحاسبه السيد الكلبايكاني ( قدس سره ) على آرائه ، ويرد على الميرزا جواد التبريزي في دفاع مستميت عن آرائه المنحرفة بأجوبة يخجل طالب المقدمات في الحوزة العلمية أن تنسب إليه . ( وأطرق كرا إن النعامة في القرى ) . وليست القضية - في واقع الامر - كما حاول ( فضل الله ) عرضها من أنه ناقش كل العلماء في هذا الموضوع في إيران وفي غير إيران ولكنه لم يجد لتشكيكاته جوابا ، ويا ليته يذكر لنا فقط أسماء عشرة من العلماء بل وخمسة فقط ! وهذه من أقبح أساليب الدعاية والاعلام التي أجادها وأتقنها أيما إتقان وإجادة ! فالانسان البسيط من عامة المؤمنين لا يملك إلا أن يدخل الامر في نطاق ( تعدد الآراء ) و ( اختلاف الاجتهادات ) بين العلماء ، لا إلا الشذوذ والانحراف والضلال . . . وخلاصة الامر ، إن حقيقة الموقف والتمييز بين الرفض والتشكيك لا تكون عبر الالفاظ والعبارات فقط ، وإنما تستنبط الحقيقة من مجموع المواقف المتخذة في أمر معين ، فمن الغريب استشهاد ( فضل الله ) بقراءة خطيب في مجلسه لواقعه كسر الضلع وقوله له : ( طيب الله أنفاسكم ) كدليل على عدم ممانعته من هذا الرأي ! فإن هذا القول يطلقه الحاضرون في المجلس عادة كدعاء للمقرئ وليس فيه أي دلالة على تأييد رأي صدر منه أو رفضه ، وإذا كان ( فضل الله ) في كلامه يريد الايحاء بعدم إصراره على موقفه من قضية كسر الضلع وما شابهها فما هو السر في إصراره على التشكيك ؟ ! ومن يتابع موقف ( فضل الله ) منذ البداية يلاحظ إنه يأخذ منحى معينا واضحا يكشف عن نفسه بلا حاجة إلى إجهاد النفس في فك لغز عبارة مجملة أو معالجة طلسم جملة مبطنة ، ( فسيرة المرء تنبئ عن سريرته ) .
410
نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 410