نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 394
< فهرس الموضوعات > شبهة إرادة الشاهد من " الشهيد " < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > كلام للراغب والطريحي < / فهرس الموضوعات > شبهة إرادة الشاهد من الشهيد : وقد يقول معترض : إن كلمة الشهيد كما أن جاءت في القرآن الكريم والأحاديث بمعنى المقتول في سبيل الله فكذلك استعملت بمعنى الشاهد على الشئ والشاهد على العمل ، وقد وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة استعمل فيها كلمة الشهيد في المعنى الثاني ، مثل قوله تعالى : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) [1] ، وقوله عز وجل : ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) [2] ، وقوله سبحانه : ( هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس ) [3] ، بل يمكن الادعاء بسهولة إن أكثر موارد استخدامها في القرآن بالمعنى الثاني ، ولا توجد في الرواية قرينة تحدد المقصود من كلمة الشهيد ، فهي مجملة من هذه الجهة ولا يصح الاستدلال بها ، هذا إن لم يقال إنها ظاهرة في معنى الشاهد على الاعمال بأن تكون الزهراء عليها السلام شاهدة في يوم القيامة على أعمال المؤمنين والجاحدين . كلام للراغب والطريحي : وتمهيدا للجواب على هذا الاعتراض يحسن أن ننقل ما جاء في كتابي المفردات في غريب القرآن ومجمع البحرين في بعض ما جاء في مادة ( شهد ) مما يرتبط بالمقام . قال الراغب الأصفهاني : ( الشهود والشهادة : الحضور مع المشاهدة إما بالبصر أو البصرة . . . ، والشهادة قول صادر عن علم حصل بمشاهدة بصير أو بصر . . . ويقال شاهد وشهيد وشهداء . . . وأما الشهيد فقد يقال للشاهد والمشاهد للشئ ، وقوله تعالى : ( سائق وشهيد ) أي من شهد له وعليه ، وكذا قوله تعالى : ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) . . . والشهيد هو المحتضر ، فتسميته بذلك لحضور الملائكة إياه إشارة إلى ما قال : ( تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا . . . ) الآية ، قال : ( والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ) ، أو لأنهم يشهدون في تلك الحالة ما أعد لهم من النعيم ، أو لأنهم تشهد أرواحهم عند الله ، كما قال : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا . . . ) الآية [4] . وقال الطريحي : . . . قوله : ( لتكونوا شهداء على الناس ) [5] روي أن الأمم يوم القيامة يجحدون تبليغ الأنبياء ، فيطلب الله الأنبياء بالبينة على أنهم قد بلغوا ، فيؤتى بأمة محمد صلى الله عليه وآله فيشهدون لهم عليهم السلام وهو يزكيهم .
[1] الآية 143 من سورة البقرة . [2] الآية 41 من سورة النساء [3] الآية 78 من سورة الحج . [4] المفردات في غريب القرآن : ص 392 - 395 . [5] الآية 143 من سورة البقرة .
394
نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 394