responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي    جلد : 1  صفحه : 346


ويدلك على تركز هذه الركيزة بل الغريزة في المسلمين وإنها لم تفلت من أيديهم وإن فلت منهم الاسلام : إن ابن زياد وهو من تعرف في الجرأة على الله وانتهاك حرماته لما فضحته الحوارء زينب سلام الله عليها وأفلجته وصيرته أحقر من نملة وأقذر من قمله وقالت له : ثكلتك أمك يا ابن مرجانه . فاستشاط غضبا من ذكر أمه التي يعرف أنها من ذوات الاعلام ، وهو أن يضربها ، فقال له عمرو بن حريث وهو من رؤوس الخوارج وضروسها : إنها امرأة ، والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها .
فإذا كان ابن مرجانه امتنع من ضرب العقلية خوف العار والشنار ، وكله عار وشنار وبؤرة عهار ، مع بعد العهد من النبي صلى الله عليه وآله ، فكيف لا يمتنع أصحاب النبي صلى الله عليه وآله مع قرب العهد به من ضرب عزيزته ، وكيف يقتحمون هذه العقبة الكؤود ولو كانوا أعتى وأعدى من عاد وثمود ، ولو فعلوا أو هموا أن يفعلوا ، أما كان في المهاجرين والأنصار مثل عمرو بن حريث فيمنعهم من مد اليد الأثيمة ، وارتكاب تلك الجريمة .
ولا يقاس هذا بما ارتكبوه واقترفوه في حق بعلها عليه السلام من العظائم حتى قادوه كالفحل المخشوش ، فان الرجال قد تنال من الرجال ما لا تناله النساء . كيف والزهراء عليه السلام شابه بنت ثمانية عشر سنه ، لم تبلغ مبالغ النساء ، وإذا كان في ضرب المرأة عار وشنار فضر الفتاة أشنع وأفظع ، ويزيدك يقينا بما أقول إنها - ولها المجد والشرف - ما ذكرت ولا أشارت إلى ذلك في شيء من خطبها ومقالاتها المتضمنة لتظلمها من القوم وسوء صنيعهم معها مثل خطبتها الباهرة الطويلة التي ألقتها في المسجد على المهاجرين والأنصار ، وكلماتها مع أمير المؤمنين عليه السلام بعد رجوعها من المسجد ، وكانت ثائره متأثرة أشد التأثر حتى خرجت عن حدود الآداب التي لم تخرج من حظيرتها مده عمرها ، فقالت له : يا ابن أبى طالب ، افترست الذئاب وافترشت التراب ، التي أن قالت : هذا ابن أبي فلانه يبتزني نحله أبى وبلغه ابني ، لقد أجهد في كلامي ، وألفيته الألد في خصامي ، ولم تقل أنه أو صاحبه ضربني ، أو مدت يد إلي ، وكذلك في كلماتها مع نساء المهاجرين والأنصار بعد سؤالهن كيف أصبحت يا بنت رسول الله ؟ فقالت :
أصبحت والله عائفة لدنياكن ، قالية لرجالكن 7 ولا إشارة فيها إلى شيء عن ضربه أو لطمه ، وإنما تشكو أعظم صدمه وهي غصب فدك وأعظم منها غصب الخلافة وتقديم من أخر الله وتأخير من قدم الله ، وكل شكواها كانت تنحصر في هذين الامرين ، وكذلك كلمات أمير المؤمنين عليه السلام بعد دفنها ، وتهيج أشجانه وبلابل صدره لفراقها ذلك الفراق المؤلم ، حيث توجه إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله قائلا : السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك إلى آخر كلماته التي ينصدع لها الصخر الأصم لو وعاها ، وليس فيها إشارة إلى الضرب واللطم ، ولكنه الطلم الفظيع والامتهان الذريع ، ولو كان شيء من ذلك لأشار إليه عليه السلام ، لان الامر يقتضى ذكره ولا يقبل ستره ، ودعوى أنها أخفته عنه ساقطه لان ضربه الوجه ولطمه العين لا يمكن إخفاؤها .

346

نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي    جلد : 1  صفحه : 346
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست