نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 194
هل يمكن الجمع بين الروايات السابقة ؟ وبمقارنة بين أسانيد هاتين الطائفتين من الاخبار يتضح حالهما ، فإن الرواية الثانية من الطائفة الأولى صحيحة السند وهي معضودة ببقية الروايات الموافقة لها في المضمون وخاصة الرواية الثانية عشر على مبنى الامام الخميني والمامقاني ، ويبقى النظر في دلالتهما ، والبادي للنظر أن الجمع بين دلالتيهما غير ممكن ، لان الطائفة الأولى تؤكد أنه لا يوجد في مصحف فاطمة من القرآن آية واحدة بل حرف واحد ، بينما تؤكد الطائفة الثانية أن فيه الآية مع تأويلها باستثناء الرواية الأولى التي سيأتي الكلام حولها . ومن المناسب هنا أن ننقل ما ذكره العلامة المجلسي في مرآة العقول عند تعليقه على عبارة ( ما فيه من قرآنكم حرف واحد ) الواردة في صحيحة أبي بصير ، قال : ( أي فيه علم بما كان وما يكون . فإن قلت : في القرآن أيضا بعض الاخبار ؟ قلت : لعله لم يذكر فيه ما في القرآن . فإن قلت : يظهر من بعض الأخبار اشتمال مصحف فاطمة عليها السلام أيضا على الاحكام ؟ قلت : لعل فيه ما ليس في القرآن . فإن قلت : قد ورد في كثير من الاخبار اشتمال القرآن على جميع الاحكام والاخبار مما كان أو يكون ؟ قلت : لعل المراد به ما نفهم لا ما يفهمون منه ، ولذا قال عليه السلام : قرآنكم ) [1] . وبناء على هذا الكلام فهناك وجه يمكن احتماله للجمع وهو أن يقال : انه لا يوجد في مصحف فاطمة آية قرآنية واحدة ، لكن فيه ما يختص بالقرآن من علوم لا يعرفها الناس ويعرفها المعصومون عليهم السلام ، ويناسب هذا الجمع رواية دلائل الإمامة التي جاء فيها ( وفيه علم القرآن كما انزل وعلم التوراة كما أنزلت وعلم الإنجيل كما انزل وعلم الزبور . . . ) ، ولا يخفى أن هذا الجمع لا يلتئم مع الرواية الثانية والثالثة من الطائفة الثانية التي تنص على أن في مصحف فاطمة الآيات القرآنية . وكيف كان ، فالأولى للتفصي عن هذا التعارض - لو قبلنا بأسانيد الطائفة الثانية - هو أن نقول بوجود مصحف آخر لفاطمة الزهراء عليها السلام فيه القرآن مع تأويله .