نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 165
ثانيا : إنه على فرض صحة كون الكتاب أقرب إلى المصحف فهذا لا يثبت اتحاد مصحف فاطمة مع كتاب فاطمة ، إذ يبقى احتمال التغاير موجودا ، وعلى المدعي للاتحاد البينة والدليل . وتطابق بعض الأحاديث التي جاء التعبير فيها ب ( كتاب فاطمة ) مع بعض مضامين الأحاديث التي جاء التعبير فيها ب ( مصحف فاطمة ) لا يبرر الحكم بالاتحاد في كل حديث ، فإنه إنما صح القول بالاتحاد لوجود بعض روايات مصحف فاطمة الصحيحة التي تطابقت في مضمونها مع أحاديث كتاب فاطمة الضعيفة فيكون الحديث الصحيح شاهدا على صحتها ، أما مع تعارض مضمون الحديثين إذ ينفي أحدهما وجود الحلال والحرام بينما يثبته الاخر فإنه لا يبقى مجال للوثوق بالاتحاد واحتمال التغاير ليس له دافع . ثالثا : كان الأولى أن يوجه الاعتراض إلى صاحبه ، فقد ذهب إلى أن ما جاء في رواية دلائل الإمامة هو من مصحف فاطمة ، مع أن الوارد في الرواية كلمة الحريرة أو الجريدة حسب اختلاف النسخ ، فإذا كانت الكربة غير الكتاب فلماذا لا تكون الحريرة أو الجريدة غير الكتاب أيضا ؟ ! رابعا : أطلق اسم الكتاب في اللغة وأريد به المكتوب وما كتاب فيه وما كتب بشكل مجموع [1] ، ولم يلاحظ في الاستخدام نوع المادة التي يكتب عليها ، فلا يفرق كما يشهد به العرف أيضا في صدق الكتاب بين كونه على جلد حيوان أو جريد نخل أو أوراق ، ولذا نجد أن القرآن الكريم عبر عن اليهود والنصارى بأهل الكتاب مع أن المفسرين ذهبوا إلى أن التوراة كان عبارة عن ألواح ، وقد ذهب إلى ذلك الطبرسي والعلامة الطباطبائي والفخر الرازي والقرطبي ، ونقله الشيخ الطوسي عن الجبائي من غير تعليق [2] . ويفهم من ذلك أنهم لم يروا تنافيا بين كون التوراة من ألواح وبين صدق الكتاب عليها . ويشهد لذلك أيضا عدة روايات منقولة عن أهل البيت عليهم السلام [3] . ولكن عمدة ما ينبغي الالتفات إليه هنا أن الأئمة قد استخدموا مصطلحات وأسماء معينة لبعض الكتب كالجفر والجامعة ومصحف فاطمة ، فلا يصح نسبة شئ إليها لمجرد تشابه الاسم من دون وجود أدلة وقرائن على صحة ذلك . 2 - الرواية الثانية : ما رواه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام ضمن عدة أسانيد وبمتون متقاربة مضمونا في باب النصوص على الرضا عليه السلام وبالإمامة في جملة الأئمة
[1] لسان العرب : ج 1 ، ص 698 . [2] جوامع الجامع : ج 1 ، ص 469 . الميزان : ج 8 ، ص 245 ، التفسير الكبير : ج 14 ، ص 236 . الجامع لاحكام القرآن : ج 7 ، ص 281 . [3] البرهان في تفسير القرآن : ج 2 ، ص 36 .
165
نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 165