نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 163
ونسبته ما ليس من مصحف فاطمة إلى ذلك المصحف ، فقد قال : ( حتى إن بعض الكلمات التي قرأتها ولا أدري مدى سندها ، ولكنها موجودة في تاريخ الزهراء عليها السلام ، إنها افتقدت بعض هذه الأوراق فقالت لخادمتها فضة : ابحثي عنها فإنها تعدل عندي حسنا وحسينا ، فإذا صحت هذه الرواية فإن معنى ذلك إن هذه الكتابات كانت تمثل قيمة كبرى بالنسبة إليها ) . وبعد الرجوع إلى مصدر هذه الواقعة ، وجدنا أنها منصوصة في كتاب دلائل الإمامة للطبري ، فقد روى في أول كتابه عن القاضي أبي بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن العباس بن محمد بن محمد بن أبي محمد يحيى بن المبارك اليزدي ، قال : حدثنا الخليل بن أسد أبو الأسود النوشجاني ، قال : حدثنا رويم بن يزيد المنقري ، قال : حدثنا سوار بن مصعب الهمداني ، عن عمرو بن قيس ، عن سلمة بن كهيل ، عن شفيق بن سلمة ، عن ابن مسعود قال : جاء رجل إلى فاطمة عليها السلام فقال : يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله ، هل ترك رسول الله صلى الله عليه وآله عندك شيئا تطرفينيه ؟ فقالت عليها السلام : يا جارية هات تلك الحريرة [1] ، فطلبتها فلم تجدها ، فقالت عليها السلام : ويحك اطلبيها فإنها تعدل عندي حسنا وحسينا ، فطلبتها فإذا هي قممتها في قمامتها فإذا فيها : قال محمد النبي صلى الله عليه وآله : ليس من المؤمنين من لم يأمن جاره بوائقه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا أو يسكت ، إن الله يحب الخير الحليم المتعفف ، ويبغض الفاحش الضنين ، السئال الملحف ، إن الحياء من الايمان ، والايمان من الجنة ، وإن الفحش من البذاء ، والبذاء في النار ) [2] . والرواية ضعيفة الاسناد ، فأغلب رواتها غير ثقات ، والموثقون فيها هم محمد بن عمر الجعابي وسلمة بن كهيل ، لان المراد به هنا وفقا لطبقة الرواة صاحب أمير المؤمنين عليه السلام الثقة وليس المعاصر للامام الصادق عليه السلام فهو من البترية [3] ولم يوثق ، أما عبد الله بن مسعود فقد وثقه السيد الخوئي بناء على ذكره في أسناد كامل الزيارات ، وقد عرفت تراجعه عن هذا القول ، أما المامقاني فقد استظهر وثاقته . وبمراجعة هذه الرواية لا نلاحظ أي إشارة فيها لذكر مصحف فاطمة ، ولا ندري من أين جاء فضل الله بهذا الادعاء ، ولا يوجد أي توجيه لكلامه إلا أن يذهب إلى إنه لم يكن عند الزهراء عليها السلام شئ غير مصحف فاطمة ، فتكون تلك الرواية المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وآله من ذلك المصحف ، ( ودون إثبات ذلك خرط القتاد ) .
[1] وفي نسخة : الجريدة . [2] دلائل الإمامة : ص 65 ، ح 1 . [3] قال الكشي : وهم الذين دعوا إلى ولاية علي عليه السلام ثم خلطوها بولاية أبي بكر وعمر ويثبتون لهما إمامتهما ، وروى عن سدير أنه قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام ومعي سلمة بن كهيل وأبو المقدام ثابت الحداد وسالم بن أبي حفصة وكثير النوا وجماعة معهم ، وعند أبي جعفر عليه السلام أخوه زيد بن علي عليهما السلام فقالوا لأبي جعفر عليه السلام : نتولي عليا وحسنا وحسينا ونتبرأ من أعدائهم ، قال : نعم ، قالوا : نتولى أبا بكر وعمر ونتبرأ من أعدائهم ! قال : فالتفت إليهم زيد بن علي وقال : أتتبرؤن من فاطمة ، بترتم أمرنا بتركم الله ، فيومئذ سموا البترية . راجع اختيار معرفة الرجال ص 233 ، 236 .
163
نام کتاب : حوار مع فضل الله حول الزهراء ( س ) نویسنده : السيد هاشم الهاشمي جلد : 1 صفحه : 163