نام کتاب : حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 80
وقد يتوهم البعض أن أحاديث الغلاة محصورة في ما يعود إلى إضفاء صفة الربوبية أو النبوة إلى الأئمة ، وهذا وهم فنده الإمام الصادق عليه السلام حين قدم لنا أنموذجين من تلك الأحاديث ليس لهما صلة بمفهوم الربوبية أو النبوة ، فقال عليه السلام : " أما المغيرة فإنه يكذب على أبي ، قال : حدثه ( أبي ) أن نساء آل محمد إذا حضن قضين الصلاة ! وكذب والله ، عليه لعنة الله ، ما كان من ذلك شئ ولا حدثه . وأما أبو الخطاب فكذب علي وقال : إني أمرته ألا يصلي هو وأصحابه المغرب حتى يروا كوكب كذا ، يقال له : ( القنداني ) ، والله إن ذلك لكوكب ما أعرفه " [1] ! ! فكيف يقال بعد ذلك إن أحاديث الغلاة محصورة في معاني الربوبية والحلول والنبوة ؟ إنه لا بد من وقفة علمية دقيقة على الأسانيد وعلى المتون أيضا كما هو مألوف عند الفقهاء في أحاديث الأحكام والعبادات ، وهذه الضرورة قد عمل بها غير واحد من علماء الإمامية المتقدمين : - سئل يونس بن عبد الرحمن فقيل له : يا أبا محمد ، ما أشدك في الحديث وأكثر إنكارك لما يرويه أصحابنا ، فما الذي يحملك على رد الأحاديث ؟ فقال : حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول : " لا تقبلوا عنا حديثا إلا ما وافق القرآن والسنة ، أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة ، فإن المغيرة بن سعيد لعنه الله دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي ، فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم " .
[1] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - ترجمة المغيرة بن سعيد - 2 ح / 407 .
80
نام کتاب : حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 80