نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 89
بخندق يكبح جماحهم ، فإذا تمرد عليه منهم متمرد كان الموت له بالمرصاد . ولم يتفرق القوم إلى بيوتهم بل نهضوا - وعلى رأسهم النبي - إلى مباشرة الحفر ، وأمر النبي بالفؤوس والمساحي والمكاتل من آلات الحفر ، وبدأ باسم الله ، فكان أول ضارب في خط الخندق ، وأول مغبر بترابه ، وأول مالئ مكتل ( قفة ) من حفره . وكان - وهو ماض في الحفر - يشجع المسلمين على المضي وبذل الوسع في العمل بهذه السجعة " اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر إلى الأنصار والمهاجرة " فأما الذين خلصت قلوبهم للإسلام ، فيمضون كما يشاء النبي سراعا خفافا ينفذون إلى أحشاء الأرض ، وأما المنافقون فيمضون وأنين متثاقلين ، لا يرسلون أيديهم في العمل إلا رياء ، فإذا سنحت لهم غفلة تسللوا من الخندق إلى بيوتهم لواذا ، واستخفوا بين جدرانها متساقطين هما وإعياء ، حتى حكى الله قصة هؤلاء لنبيه وحيا فقال : ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ، قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا ، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب ليم ) . كما حكى قصة المؤمنين الذين لا ينصرفون من عملهم إذا عرضت لأحدهم حاجة إلا بعد إذن النبي فقال : ( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله
89
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 89