نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 86
يديه على عدوه حارا تارة ، وباردا تارة ، فيصيب به مقاتل قوم كانوا بالأمس القريب يعرضونه على الموت جبارين . أقبل ذات يوم على المسجد كعادته يسمع إلى النبي فيتعلم ، ويمضي لأمره فيما يأمره به فيطيع . ولكنه يرى في طريقه وجوما يغير مظهر النصر على وجوه المسلمين ، ويرى في المسجد حركة كئيبة لا تلائم ما عهده في أمسه من استعداد النبي للراحة بأصحابه بعد معاركهم المتواصلة ، وتفرغه لتنظيمهم وتعليمهم وإنشاء قواعد الاستقرار في ( مدينتهم ) . فيرتاب عمار ويهم بأن يسأل ، ولكن حكمة لقمان : - حكمة الصمت - تمنعه وتأمره أن يتريث حتى يساق إليه الحديث ، أو تسنح له المعرفة ، دون فضول ، ولم يخطئ فقد كان من النبي حيث لا تكتم عليه أخفى الأسرار ، فما بالك بسر انتشر حتى أظلمت له وجوه يعرفها بالنفاق ؟ وشاع حتى خيم على أحياء المسلمين في المدينة كالكابوس ! وها هو يعلم فور جلوسه في مكانه من الصحابة المقربين ، أن اليهود من بني النضير يسعون سعيهم الخبيث لتأليب الأحزاب العربية على النبي ، ويمشون بوسائلهم المجرمة كلها إلى تأليف جبهة تجمع غير المسلمين في ديار العرب ، وهم الكثرة الكاثرة ، وتتجه بهم إلى المسلمين القلة في ( المدينة ) فتضربهم الضربة القاضية . علم أن حيي بن أخطب وسلام بن الحقيق ، ونفرا من بني النضير وزعماء اليهود ألبوا قريشا ، فساق أبو سفيان صخر بن
86
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 86