نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 78
الضيافة حدا ، ويجعل الضيف والمضيف كلا في حل من صاحبه ، يملك كل منهما حريته مستقبلين واجباتهما الثقيلة في تأسيس حياة مستقرة مستمرة . من هنا انطلق النبي إلى ميدان التأسيس فبدأه ببناء مساكن صحابته المهاجرة ، وبدأ تأسيس هذه المساكن ببناء مسجده : بيت الإسلام المعنوي . وكان عمار ضيف مبشر بن عبد المنذر حتى أقطعه رسول الله مكان داره وأعانه على بنائها . وكان في المسلمين جماعة لم ينفذ الإسلام إلى أعماقهم ، ولم يجاوز شفاههم إلى صدورهم ، وإنما هم ممن دخل الإسلام طمعا ، أو انحاز إليه بعدما تبين له أنه صفقة رابحة ، يغنم من ورائه مالا ونفوذا ، أو يطمح منه إلى منصب عظيم ، وكان هؤلاء قوما غير قليلين ، ولا ضعفاء ولم يكن الله ورسوله غافلين عنهم ، أنزل الله فيهم قرآنا في سور كثيرة منه ، أجمعها وأحصاها سورة براءة والمنافقين والأحزاب . لم يجهل النبي نفاقهم ولكنه عفا عنهم ، بل متعهم بما متع به المؤمنين من الحقوق والواجبات عملا بمبادئه السلمية ، التي لا تقول لمن ألقى السلم : لست مسلما ، ولا تدوس حرمة الإسلام بتعزير معتصم به ، محافظ على حدوده وقوانينه . وإن كانت هذه الحدود والقوانين قلقة في نفسه ، مزعزعة في إيمانه . وما كان عمار إذا ذكر هؤلاء إلا من صفوة المؤمنين ، وجد
78
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 78