نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 77
يوم التأسيس كان الإسلام مستقرا في المدينة يوم هاجر إليها النبي . سبقه إليها بعد بيعة العقبة على أيدي نقباء الأوس والخزرج من أنصاره اليمانيين ، فحياة النبي فيها تختلف عن حياته في مكة اختلافا عظيما ، كان هناك ( داعيا ) فقط لم يتح له عناد قريش أن يجتاز مرحلة الدعوة القاصرة على الوعد والوعيد ، والتبشير والإنذار ، وهو هنا مؤسس يفرغ من مرحلة الدعوة أو يكاد ، ويبدأ مرحلة التنظيم والتعمير والإدارة واستيفاء التشريع ، وقد عظمت حاجته إلى الانشاء عندما تلاحق به مسلمو مكة ، ومهاجرو الحبشة ، واجتمعوا حوله مشكلين نواة دولة في داره الآمنة ، وسلطانه الجديد . غصت بيوت المسلمين من الأنصار بمن استقبلت من المسلمين المهاجرين ، ولم تثقل ضيافة هؤلاء على كرم أولئك وأريحياتهم ، ولكن القادمين لم يفدوا في موسم ينقضي ، ولم يقبلوا على زيارة لها نهاية ، وإنما هم منذ اليوم مواطنون كتب على ( المدينة ) أن تكون لهم دار إقامة ، وكتب عليهم أن يؤثروا المدينة على مساقط رؤوسهم فلا بد - إذا - من حل يجعل لهذه
77
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 77