نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 58
قريش مكتظة ، ولكنها واجمة ، ترى فيها ضربة حمزة ملونة تتخذ منهم أشكالا مختلفة ، فيها الذل ، وفيها النقمة ، وفيها الحذر وفيها الثورة ، وفيها العزم ، وفيها الحيرة ، وهي على تناقضها هذا هادئة هدوء البركان يلتمس المخرج ، وأبو جهل ما يزال في مجلسه لم يفارقه ، ودمه إعلان مثير ، ينسب إلى حمزة التطرف والاعتداء ، وإليه التعقل والإعذار ، وينهض إعلانه - كما تصور - حجة لما عزم عليه من إجراء غير ملوم ، ولعله يطمع أن تعطف عليه القلوب ، وتثور لظلامته العصبيات ، فيكون أولى بالقوة ، وأجدر بالظفر . وما لاح عمار يصاف زيدا على ملأ من قريش حتى تنفس الصمت ، وكأن البركان وجد الثقب ، فأخرج أول ألسنته ، وصرخ أبو جهل بمن حوله : أرأيتم أشد صلفا من صلف هذا المقبل ؟ سلوه هل استل زيدا من عبيد بني هاشم وأقبل به إلى نصرتي ومواساتي ؟ أم استله زيد من عبيد مخزوم وأقبل به يسدد إلي ضربة أخرى : تالله ما رأيت كاليوم تغيرا في مكة ! لا الأرض أرضها ولا السماء سماؤها ! . وابتدر غلمان يستبقون إلى عمار يدعونه إلى سيدهم ، فقال زيد : ماذا يبتغي أبو جهل من أبي اليقظان ؟ قولوا له عني : إن عمارا مشغول عنه بواجب ، وسيلقاه حين يفرغ من واجبه . فقال أحد الغلمان : لا تدخل ذنبك يا زيد بين عمار وحليفه ، عسى إن أدخلته أن يطبق عليه الفخ ، وتتحمل تبعة ما أتى حمزة قبل سويعة . قال زيد : ويحك يا هذا ما أجهلك ! . نحن
58
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 58