نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 31
قال عمار : ولماذا لم ينصره - يا أبه - ربه نصرا حاسما بآية كطير أبابيل ؟ وما باله يؤتيه النصر شيئا بعد شئ كالمدين المطول لا تطيب نفسه بالوفاء جملة ، فيسدد دينه أقساطا ؟ . قال ياسر : هذه مسألة قد يكون علمي أقل من الجواب عليها ، وقد يكون عند أبي طالب حلها أو بعض حلها ، ولكني أظن رب عبد المطلب ربا في قدرته الهائلة غنيا في ذاته ، وأنه في قدرته الهائلة رب رؤوف حليم غير ذي انتقام ، فهو من غناه الذاتي قادر على الامهال ، نشيط على الصبر ، كالدائن السمح يسدي بالإدانة أيادي عدة لا يدا واحدة : يدا في الدين ، ويدا في أرباح الدين ، ويدا ثالثة في إمهال المدين حين يدركه يسار النفس ويسار المال ، وهو من غناه الذاتي بعد هذا كله حيث لا يضره غي الناس ، ولا ينفعه رشدهم ، فسيان عنده علموا أو جهلوا ، وسيان عنده سفهوا أو عقلوا ، وسيان عنده شقوا أو سعدوا ، لا يناله من أحوالهم كلها ربح ولا خسارة ، وإنما يريد لهم ما يريد من خير ، ويأبى لهم ما يأبى من شر ، ثم لا يليق بغناه الذاتي فقر التدخل بأحوالهم على نحو الجبر ، لذلك لا يكرههم على الفضيلة إكراها ، وإنما يخيرهم ويخلي بينهم وبين ما يشاؤون من فضيلة أو رذيلة ، في أناة من لا يخيفه الفوت ، ولا يعجزه الطلب . وهو من رأفته بمكانه الألوهة ينظر منه إلى أعدائه نظره إلى أصدقائه ، كلهم عباده ، وكلهم عياله ، وكلهم حري عنده أن يحيا ويعيش ويسعد ، لا يأتي التفاوت في هذه الأمور من قبله ،
31
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 31