نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 242
وكان معاوية في أكبر الظن أغلى الثمن لرأسه ، كي يتخلص من حجته الناهضة في المعسكرين جميعا ، كما أوصى برأس ذي الكلاع خيرا ! فلو عاش ذو الكلاع بعد عمار لاتبعه أمره ، وحيره إقناعه ، وخلف ذي الكلاع أشد عصبة وأكثرها عددا ، ومهما يكن من أمر فقد دلف عمار غير متحفظ ، فلما استقر في الساحة نادى : هل من مبارز ؟ فبرز إليه فارس من السكاسك ، فقتله عمار ، وبرز إليه فارس من حمير فقتله عمار ، وجعل يقتل كل من يبرز إليه ، وكان أبو الغادية الجهني يتعقبه من أيام عثمان ، وها هو الآن يلبد له ، فتحين له فرصة انشغاله بالبراز ، وينحسر الدرع عن ركبة عمار فيطعنه أبو الغادية ويطبق عليه معه فارسان آخران فيجهزان عليه ، وإنها لصدفة من صدف الحظ الأموي السعيد أن يقتل ذو الكلاع لحظة مصرع عمار ! . قال المحدث : وكان لمصرع عمار صدى حزن بالغ في المعسكرين جميعا ، وكان من أثره أن شلت حركة الدفاع في معسكر معاوية . وارتفعت الحماسة في معسكر علي ، فقد كان في المعسكرين جميعا نفر ينظرون إلى قتل عمار مترددين قبل مصيره ، فلما قتل تبين لهم الحق ، فاستخذوا هناك ، واستضروا هنا حتى هزم أهل الشام ، واضطر معاوية وعمرو إلى خداع معسكرهم بالتأويل ، واتقاء عدوهم بالأحابيل ، ولولا القدر الغالب لسار التاريخ في غير اتجاهه الذي خطه الأشعث بن قيس بنفاقه وانشقاقه . قال المحدث : لما قتل أبو الغادية عمارا تصايح الناس من
242
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 242