نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 240
اليوم ، فستموت غدا ، فانظر إذا أعطى الله العباد على نياتهم ما نيتك ؟ ) وغاص في أوساط القوم . قال المحدث : وكانت حملة عمار هذه بداية لمعركة طاحنة دارت رحاها فلم تدر رحى حرب بأشد مما دارت عليه هذه من نكر وعنف وشدة ، استمرت ثلاثة أيام ، وثلاث ليال ، وكانت ثالثتها ( ليلة الهرير ) . رجع عمار بكتيبته مرة أصيل يوم فاستراح ، وظن الناس أنهم مستريحون ليلتهم تلك من معاناة السيوف ، ولكن عمارا يسمع أحاديثهم النفسية هذه ، فيثور لسيفه ، ويكز صاحب رايته ( المرقال ) ويصيح في الجند : ( من رائح إلى الجنة ؟ الجنة تحت ظلال الأسنة ! اليوم ألقى الأحبة ، اليوم ألقى محمدا وحزبه ) ويندفع ، ويندفع خلفه الناس ، وإن الشمس لتأوي إلى خدرها ، ولا يضئ الأفق غير بارقة السيف ، وشرارة الضرب . واستراح مرة أخرى ، وكانت الشمس تنشر شعاعها الصافي متعاكسا على نهر دم تنشز فيه الأشلاء نشوز الصخور في الضحل من الأنهار ، ولم يكد يهدأ حتى بصر عمرا بن العاص يحمل راية معاوية ، فتذكر أمرا ، ونهض لسيفه ، ولكز صاحب رايته وقال : والذي نفسي بيده لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر ، لعرفت أننا على الحق ، وأنهم على الباطل ، تلك راية قاتلتها بين يدي رسول الله ثلاث مرات وهذه الرابعة . ثم اندفع وإنه ليقول لهاشم بن عتبة المرقال : تقدم أيها الأعور ، تقدم فداك أبي وأمي .
240
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 240