نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 239
له : يا عمرو ! . بعت دينك بمصر ؟ تبا لك . ولطالما بغيت للإسلام شرا ، ثم خاطب الله على مسمع من أهل الشام فقال : ( اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا النهر لفعلت ، اللهم أنت تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أضع ظبة سيفي في بطني ثم أنحني عليه حتى يخرج من ظهري لفعلت ، اللهم إني أعلم مما علمتني أني لا أعمل عملا صالحا هذا اليوم هو أرضى من جهاد هؤلاء الفاسقين ، ولو أعلم اليوم عملا هو أرضى لك منه لفعلته ) . قال المحدث : فانخزى عمرو وتوارى ، وتضعضعت صفوف الشام من وقع كلامه ، أشد من تضعضعها من وقع سيفه ، فهي تعلم علما جازما أن عمارا إنما تقتله الفئة الباغية ، وما خفي على معاوية خطر عمار ، فقد خشي - كما قال - أن تفني العرب ( خفة هذا العبد ) ! قال المحدث : ومضى عمار يبطش ، ويحث ( الأعور ) على التقدم فيتقدم الأعور كالعاصفة ، والجيش الأموي ينهار انهيارا مطردا ، ويتفقد عمار عبد الله بن عمرو بن العاص هذا الناسك الذي تردد أولا بنصرة معاوية ثم أفتى لنفسه أنه لا ينصر معاوية ولكن يطيع أباه . ناداه عمار من غمار المعركة فقال : يا عبد الله بعت دينك بالدنيا من عدو الله وعدو الإسلام معاوية ؟ ! وطلبت هوى أبيك الفاسق ؟ فأجابه عبد الله : لا ولكن أطلب بدم عثمان ، قال عمار : كلا ، أشهد - على علمي فيك - أنك أصبحت لا تطلب بشئ من فعلك وجه الله . إنك إن لم تقتل
239
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 239